Friday, June 29, 2012

Sudan Spring


لست أود أن أكون مصدر احباط لمن تملؤهم الحماسة ، أو مغرداً خارج سرب اللامعقول بين الأعراب والمستعربين ، أو متشبساً بمفردات صار يسأم منها ولا يفهمها الكثيرين. لست من الجيل الذي مارس السياسة كفرض كفاية ، فعمل على اقتباس وسمنستر ، ورسم على مياة النيل أحلام مراهقة أو موأمرة سياسية ، والنتيجة سيل من الافتراضات القومية بشأن المهدية والاستقلال وأكتوبر والثروة والجنسية. أعترف بانتمائي الى من تخبطوا بين جدليات الفلسفات السياسية ومارسوا "الونسة السياسية" بدلاً من النضج الفكري. أعترف بانتمائي الى ذاك الجيل الذي فشل في ادارة المنافسة مع الجماعات الاسلامية أبان نشأتها ، ومن ثم يتحمل الوزر في ما آلت إليه الأحداث ، أعترف بأنني لا أقو على تغييب الفكر والعقل عند نقد الحال في السودان: بغير قيادة لا توجد إرادة أو قوة للتغيير. بغير وعي ، ذاك الذي يصعب حقنه في الشرايين الممتلئة حنقاً وغضباً ، لا يمكن الحديث حول نجاح حقيقي أو فشل حقيقي. لابد من الاقرار بعدم أهلية القوى السياسية والمظاهرات العفوية والمطالبات الشاعرية وعبثية القيادة الجماهيرية. حوا لم تعد والدة ، فتكاد أن تكون عاقراً بأيدينا نحن. وعازة تحولت من النوم الى الغيبوبة بفعلنا نحن ، ومهيرة اغتربت الى بلاد الفرنجة.. يجب تغيير تلك المسلمات التى عفا عليها الزمن ، وصارت ضرباً مؤلماً من ضروب وأد الذات.. يجب أن نلد ونعد قيادتنا الأكثر رشداً ووعياً ومقدرةً من بين هؤلاء من كادوا أن يسأموا العيش في السودان.. وفي المقابل ، فريق ممن باعوا الوطن والأهل والمستقبل بدراهم معدودات ، وتعلموا فنون الحكم والإلهاء والتغييب ، وربطوا أطرافهم مع دولاب عالمي لا ينقصه التمويل أو الجشع.. فبأي آلاء يمكن لبضعة مئات التغيير..!

No comments:

Post a Comment