Friday, February 21, 2014

الريادة في السودان

الغنماية (أردنية) التي توجت ملكة جمال الغنم في قاعة الصداقة

العادات والتقاليد لا تنشأ قسراً ، بل تتوالد عفوياً ، لتعبر عن التوافق الجماعي بين الناس والبيئة والمحيط ، وكثيراً منها يتوالد ويتراكم دونما مبرر منطقي ، بل على العكس يكاد أن يتناقض مع الحس السليم ، وهذا هو دور الريادة المدنية والشعبية ، في استمالة النفوس والعقول من أجل التغيير الواجب ، هكذا تطورت الانسانية وتعافت ، وهذا كله يتسق مع المنطق والعلم والموهبة

 لكن المؤسف أننا أمة بغير مفهوم متفق عليه وو
اقعي للقيادة ، ومفردات الريادة لدينا تتعلق يأشياء كثيرة عدا الجكمة والكفاءة والصلاحية ، ولذا تصدح أفواة كثيرة بغير الحق ويتبعها قطيع كبير بغير تردد وينأى عنه نفر قليل ممن أصطفى المنطق السليم ، ثم يتشارك الجميع صفوة وجموع ورعاع في البكاء والنحيب والجدل على الحليب المسكوب
صار الأمر الفعلي يتطلب بناء الريادة وليس بناء الأمة وفي هذا تفرد كعادة أهل السودان


 
Leadership
لعلي تطرقت مباشرة الى من يقومون بتنبية وتوعية الناس وترويج الافكار والسلوكيات الجيدة بين العامة ، ألا وهم قادة الرأي والمجتمع ، فالبشر يتطلبون ريادة للتطور ، مهما كانت بسيطة الشأن والدور ، والأزمة الحقيقية في منظوري تكمن في بناء وفاعلية الريادة والرواد ، فلا تؤخذ نهضة الأمم وتطورها بالنوايا الحسنة فحسب ، بل بالعمل الخلاق الفعال والمؤثر
فمن هم هؤلاء الرواد ذوي الدور الهام في التغيير والتطوير
إنهم أشخاص عاديون ، لا يشترط امتلاكهم لخبرات أو مناصب ، ولعله يجدر ألا يمتلكوا ثروات خاصة ، ويتميزون بمقدرتهم على التأثير في الآخرين وجذب انتباهم وامتلاكهم لأطراف أي حديث ، هؤلاء ممن تتبارى المنظمات السياسية في تجنيدهم
منهم السيدة بين جيرانها ، والطالب بين أقرانه ، والعامل بين زملاؤه ، وهكذا
لكن السؤال الهام يتبقى خفياً عن القراءة
ما هي معايير بناء القادة والرواد ، ما هي ضمانات أن لا يحيدوا عن النفع العام ، ما هى قواعد الحوكمة لتقييم وتقويم آداؤهم
الأمر أشبة بجدلية البيضة والدجاجة
هم من جانب قادة للمجتمع ، ومن أخر نتاج له
بكم حماستهم لقيادة التغيير ، بكم سقوطهم ضحايا للتغيير ، حيث يتحولون من مناهضي للكسب الخاص على حساب النفع العام ، الى أعلام يتبارى الأخرون الى كسب ودهم وتأييدهم ، وتدور الدائرة ، جدلية العام والخاص بكل شجونها وتناقضاتها
لذا ، لا يموت علم الاجتماع السياسي ، ولا عالم الحيوان
Governance
هكذا ، في البلدان ذات السبق والتفوق في التحضر والمدنية ، تتولى المعاهد الخاصة ذات التمويل من النفع العام ، دراسة وتحليل وصياغة قواعد ولوائح الآداء ، واشتراطات الصلاحية واجراءات التقييم ، والمحاسبة والجزاءات ، والتغيير والاستدامة المؤسساتية ، فليس الصحافي من امتلك قلماً بل من تقيد بمواثيق الأداء الصحافي ، بغض النظر عن قدراته الشخصية وصلاته المهنية ، وبالمثل لكل مهني وعامل وشخص في كل مجال ، ليس الأمر شهادات أو علاقات ، بل تقييم مجرد لا يلتزم بأية ارتباطات هكذا يمكن قراءة التفوق البريطاني والفرنسي والياباني في بناء رواد وقادة المجتمع واستدامة التطور المدني بما ينفع الناس من خلال تكريث المعاهد العامة ، في مقابل التدهور الامريكي والايطالي والهندي الذي يكرس المعاهد السياسية


Sustainable Leadership
لعلي أومن بأن السياسة والأخلاق لا يلتقيان ، ولذا أنأى عن تدخل الدولة في بناء التطور ، الدولة فقط تدير التطور ، ولكنها لا تخطط له ولا تقوده
هذا هو الفارق بين رجال الدولة ورجال السياسة ، ولعلنا في السودان لا نحظي بما يكفي من رجال الدولة ، وان كان السياسيين لدينا أكثر عدداً ممن نحتاج
فليس للقادة الساسيين أية مصلحة في ذلك ، وان عمدوا الى ترويج بناء الطرق والأسواق والحدائق ، فهم يمارسون ذلك من منطق ضرورة تقديم اليسير من أجل استلاب الكثير ، وفي حداثة اقتصاد السوق الكثير من مصادر الايرادات أكثر كثيراً من الاستيلاء على الأراضي والممتلكات واستحواذ أذونات التجارة الاستيراد
هذا ، لابد لتجمع العقلاء الوطنيين من انشاء معاهد الحوكمة ، وتقويتها بالارتباطات المهنية والاكاديمية ، والسعي لتوفير تمويلها ، لكي تستطيع ضم ذوي الكفاءة اليها ، ثم ابتكار البرامج ذات الفاعلية ، وبعد ذلك سوف تدور عجلة التطور والتقدم دون تدخل أو توجيه

3 comments:

  1. The older generation of Sudanese politicians had copied all procedural tactics of western democracies; multiplied by the standard trends of public activities known among both Arabs and Africans.. The essence of such influence still occupies the mindset of ruling elites in Sudan and elsewhere.. Public culture accepts, endorses and forgives the same; equally to hesitation to confront abuse, aggression and oppression; whereas demises between public interest and individual ones are mostly virtual and theatrical..

    New striving generations to stamp a foot on the political arenas are paradoxically torn between the elder's legacies, and the global theme.. So far, the syndrome of Theatrical Democracy is winning, and would continue for sometime to come.. Despite enthusiasm and intellectuality; the misbalance between paradoxical concepts ruins establishing any framework of governance, sustainability or fitness.. Virtual ideas, imitated slogans and disorganized efforts would seriously reduce the life span of ideas, ideology, and ideologists..

    How many repeated maneuvers took unethically unrealistically place>>
    How many fictions had blown up and shamelessly faded in short cycles..
    Inevitably, the replacement of both generations would be necessary to eliminate falseness and exaggerations.. The candidate generation, which stills in primary education, will involuntary embrace a global culture, which would invent and innovate new concepts and tools to make the world a more livable place.. It will not be a choice of discretion of headless nations, but the one for a universal endeavor..

    It sounds pessimistic, yet epistemic and empirical

    ReplyDelete
  2. Dominating sociopolitical culture, in the Sudan and elsewhere, produces and grooming Politicians, rather than Statesmen..
    (This is role and impact of the camouflaged boarding schools)
    This why we are increasingly fallen down, while wondering the sustainable socioeconomic development in the leading world since the industrial revolution..
    The guys there had successfully partitioned the inevitable political greed from running the baselines of stability and prosperity..
    A lesson would require several generations to comprehend..!!

    ReplyDelete