لعله يجدر بكافة (المفوهين)
من أبناء السودان ، ممن يرفعون شعارات القومية والحرية وخلافه ، أن يتذكروا
مواقفهم فيما سبق منذ سنوات قليلة ، عندما فرض (العم سام) فصل الجنوب
لعلهم يتذكروا ما
يحاولون جاهدين نسيانه ، في أن كل منهم قد شعر بالتحرر من (هم ثقيل وجبل أثقل) في
وجدانهم ، من تلك المواصفات والصفات اللاعربية واللاسامية التي تقيد انتماءهم
لشعوب وثقافة الضاد ، وتحول بين احلام المساواة العنصرية والعرقية وما يسمى بهتانا
وزورا بالثقافية
لقد تناقلت
الوسائط الاعلامية كلمات هنا وهناك وسرعان وما تلاشت بذريعة العولمة السياسية التي
لاقبل لنا بها ، أو من باب أن هذه خيارات أهل الجنوب ولابد من احترامها ، أو لعلها
صريحة بأن كفانا مشاكل بسبب هؤلاء العبيد ، تساوى في ذلك الجميع بغض النظر عن
مواقعهم وشهاداتهم وانتماءاتهم ، وإلا ، لكان النقاش مستمراً عبر كافة وسائط
الونسة والميري والجياشة ، فحجم الحدث يرتبط بحجم النقاش ، ولذا فإما أن الحدث بالفعل
هيناً أو لعله كان مرغوباً ، وكلا التصنيفين لا يليق بأمة تتدعي الثقافة وإمامة
الوعي بين العالمين (وفق الشعارات القومية)
تلك أول مرة
يتنازل الجيش السوداني عن مفهوم التراب الوطني الواحد ، ليكون شمالياً أو غير ذلك
، وهكذا يمكن أن تُستباح الأعراض بغير جدية المعارضة أو حتى تأنيب الضمير ، وهكذا
ينظر العالمين للتناقض لدى الشارع السوداني بين ضجة شارع الحوادث بالخرطوم والحوادث
الدامية في جبال النوبا