برغم براعة الكاتب في تشريح المشكلة ، إلا أنني أختلف معه في أن الأمر ليس متعلقاً بالتبذير أو الثراء ، بل بالأفكار الفاسدة حول التربية الحديثة.. لقد بدأ الأمر منذ السبعينات ، إثر نكسة الأيام الست ، التي جلبت الى العرب التشكيك في كل مقدراتهم وثقافتهم وهوياتهم ، وطفق أرباب صنعة الكلام من الصحافيين والكتاب في التغني بالتجارب الغربية ومدي براعتها في خلق أجيال جديدة .. أدى هذا إلى أن يعمد الأباء والأمهات إلى أساليب تربوية أكثر ديمقراطية وأقل عنفاً ، ونشأ على هذا جيل الأكس ، وبهم عند تمام الدورة الديموجرافية ، نشأ جيل الملينيا على نحو متسيب أكثر منه حراً ، وديماجوجياً أكثر منه براجماتياًالمشكلة صارت بلا حل ، تشمل كافة طبقات المجتمع وكافة شرائحه ، ولعلها أكثر وضوحاً لدى النقيضين ، الأكثر ثراءاً والأكثر فقراً ، وسوف يتطلب الأمر أكثر من النقاش والدعاء بأن يصرف الله السوء والخطرللكاتب/عبدالله الغامديأطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ، ولكنهم أمام الكاميرا يصبحون كالأرانب المذعورة، لا أدري كيف يحدث هذا.؟الكسل أحلى من العسلماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل ؟لا شيء سوى الطفشدائماً صغارنا وكبارنا ونسائنا طفشانينالسبب : لأنهم لا يعملون شيئاًمن لا يتعب لا يحس بطعم الراحة .. ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكلكل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ، ولم يبق إلا متعة صغيرة في النوم في بيت الخالة ، والتي لا يسمح بها دائماً.. ولذلك بقي لها شيء من المتعةهذا السيناريو هو السائد في معظم المنازل السعودية والخليجيةالمصيبة لا تحدث الآن ، ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح، تكون نتيجتها: بنت غير صالحة للزواجوولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج هو الآخر .. لأنه ببساطة : غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج ، أو بسبب تغير سياسة المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن وتزرع مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتهاالانضباط ممارسة يومية لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياةبيل غيتس، أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار ، أي ما يعادل 180 ألف مليون ريال سعودي ، ويعمل في منزله شخصان فقط ..! تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله؟ 30، 40، ألف، أو أهل اندونيسيا كلهأذكر أيام دراستي في أمريكا أنني سكنت مع عائلة أمريكية ثرية ولم يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة واحدة في الشهر ، وتحت إلحاح شديد من أولادهمولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة والدهم عن أجر بالساعةلا أحد 'يبذر' بالاموال على أولاده كأهل الخليججيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء الإغداق المالي والدلال على الجيل الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان سابقحتى أثرياء عرب الشام ومصر أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهمالآن أجيال كثيرة في الخليج قادمة للزواج لن تستطيع تحمل الأعباء المالية لخادمة، حتى وإن كانت خادمة بيت الأهل تقوم بهذا الدور مؤقتاً فإنها لن تستطيع على المدى الطويلوالإبن الفاضل سيتأفف من أول مشوار لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق ، وهذا مايفسر ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة والخليج في السنوات الأخيرةفي الخليج نعيش الحياة على طريقة ( تتدبر) ! ، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً ، وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كلهالطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوكقولة : ( تتدبر ) هذه قد تصلح قديماً في زمن الغوصوزمن الصحراءوالحياة في انتظار المطرولكنها لا تصلح للحياة المدنية التي تحتاج إلى انضباط ومنهج . وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراةالسؤال هنا هل سنسعى للتغير من أنفسنا ومن أسلوب تربيتنا ﻷولادنا أم سنتركها تتدبرلا تسرفوا فى تلبية مطالب الرفاهية للأبناءفيملوا ويسأموافإذا سئموا ساء خلقهم وارتفع صوتهمويتساءل الآباء و الأمهاتلماذا هم ساخطون ونحن لرغباتهم ملبون ؟والجوابلأنكم حرمتموهم من لذة الكد و السعى لتحقيق الأهداففصارت الحياة بلا طعم ولا معنىلأنكم حرمتموهم من لذة العطف على الفقراء و الإيثارفصارت النفوس جافة قاسيةلأنكم حرمتموهم من لذة العلم والإيمانفخربت القلوبغيروا سياسة التربيةغيروا فكرة لا أريد ان يشعر ابني بأنه محروم من شيواجعل حياة ابنك - بنتك - مليئة بالأهداف ، و الحركة ، و السعى لنفع الناسربيه على أن قيمته فى نفعه لغيرهوليس فى قيمة الجوال الذى يمتلكه ، والسيارة التى يركبها ، وماركة التى شيرت والنظارةقيمته فى تزكيته لنفسه بالعلم النافع والعمل الصالح والخلق القويمقيمته فى عبادته لربه و بره بأمه وإحسانه. لجارهنريد ثورة تربويةثورة على مفاهيم المادية والاستهلاكية والتنافس
-
Sudanese or Indian..? The influence of the Indian culture and ethnicity in Sudan is widely unknown, due to the absence of any seri...
-
This is the 1st time to count how many we are ..!! I think I had missed some..?? Pls advise if you know..! 1. Acholi (also Acoli) is...
-
They simply succeeded to accommodate what the Sudanese failed to, despite distance and geographic's.. We have a serious intellectual...
Saturday, July 2, 2016
جيل مضروب
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment