كان المصريون يلقبونه: «أبو خليل» محبة وتودداً ، وكان إبراهيم باشا يؤمن إيماناً راسخاً وعن خبرة وتجربة بإمكانيات الجندي والضابط المصريْيْن ، ويثق فيهما أكثر من ثقته في نظرائهما من الأتراك ، الذين ظل يسخر منهم ، وكثيراً ما كان يردد إن ضباطه الأتراك «لا يفعلون شيئاً سوي أنهم يدخنون طوال اليوم ويريدون منه أن يغسل لهم أياديهم» ، وحين تعجب أحد مساعديه من المصريين من قوله ذلك بينما هو نفسه تركي ابن تركي أجاب إبراهيم باشا بحسم: «أنا لست تركياً ، فإني جئت إلى مصر صبياً ، ومن ذلك الحين مصرتني شمسها وغيرت من دمي وجعلته دماً عربياً».
كان القائد إبراهيم عربي اللغة والعاطفة ، وإن لم يكن عربي المولد ، وكان ينوه بفضل العرب على المدنيّة والتاريخ ، يقول عنه أحد البارونات الفرنسيين ممن عاصروه: «كان إبراهيم باشا يعد نفسه عربياً ، وكان يجاهر بإحياء القومية العربية»، وكتب إلى أبيه في أثناء حصار عكا حين بلغه أن السلطان العثماني حشد الجيوش لدحر الجيش المصري بعيداً عن أسوارها «مهما بحثوا فلا يمكنهم أن يعثروا على مثل جنود العرب الذين أقودهم أنا»
قال المسيو مورييه في هذا الصدد: «لما انتظم الفلاحون في صفوف الجيش النظامي ألفوا بسرعة حياتهم الجديدة ، وبعد ان كانوا معتادين الذل والمسكنة في قراهم استشعروا تحت راية الجيش بكرامتهم الانسانية ، واخذوا يفخرون بأنهم جنود محمد علي ويقابلون غطرسة الترك بمثلها ، ولم يقبلوا أن يُسمَّوْا فلاحين وعدوها تصغيرا لشأنهم لان هذه التسمية كانت تُشعر وقتئذ بشىء من المهانة ، ونالوا من الحكومة أمرا لا ينبذهم أحد بكلمة فلاحين».
وخلال حرب الشام أجبر إبراهيم باشا والده على الموافقة على ترقية المصريين إلى رتبة اليوزباشي ( النقيب) بسبب حاجات الحرب ومقتل ضباط مماليك ، وظل ابراهيم يضغط لإقناع والده بأن المصريين ليسوا جنوداً أكفاء فحسب بل يمكنهم أن يكونوا ضباطاً أفضل من الأتراك
No comments:
Post a Comment