يذكر د. محمد الششتاوى عن ارتباط المتنزهات بالأمراض الاجتماعية أيضاً ذلك الرباط الوثيق بينها وبين المخدرات وعلى رأسها الحشيش الذي عانت منه مصر والمصريون كثيراً ولا تزال تعاني من مآسيه وتبعاته.
وقد انتشرت زراعة شجرة الحشيش في بركة الرطلي وأرض الطبالة وفشت هذه الشجرة في عصر المماليك "وولع بها اهل الخلاعة والسخف ولوعاً كبيراً وتظاهروا بها من غير احتشام" ويرجع سبب ذلك على سماح الدولة آنذاك بزراعته نظراً لما قد يعود عليها من ضريبته وانتشر إلى جانب الحشيش الأفيون الذي عرفه المصريون في العصر المملوكي واستمر سائداً.
وقد قيل في زراعة بركة الرطلي والجنينة المجاورة لها بالحشيش عدة أشعار.
ويبدو أن الحشيش قد بطل زراعته فترة من البركة ولكنه زرع مرة أخرى سنة 915هـ
وقد قال ابن اياس بخصوص ذلك "وكان الذي زرع الحشيش كمال الدين بن قوسان وقد استأجر أرض بركة الرطلي فكان كل من دخل إليها يبتهج بذلك لا سيما أصحاب الكتبة من الحشاشين فجاءت إليها الناس أفواجاً يتفرجون على ذلك الحشيش وقد وضع من أهله في محله حتى عد ذلك من النوادر الغريبة وفيه يقول بعض شعراء العصر:
تناهت بركة الرطلي حسناً وصارت جنة فيها عروش
ومنذ زرعوا الشدانق في ثراها
يبدو نسيمها طلع الحشيش
وقد ارتبطت القنطرة الجديدة في العصر العثماني بتعاطى الحشيش حتى أطلق عليها في ذلك العصر قنطرة الحشاشين
كتاب : د. محمد الششتاوي
متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني
القاهرة: دار الآفاق العربية
1999
متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني
القاهرة: دار الآفاق العربية
1999
No comments:
Post a Comment