Wednesday, March 9, 2022

الداء المستمر

 

في تقديري أن الداء المستمر بلا علاج بل فقط مسكنات لغوية ، منذ ماقبل الاستقلال قد تفشي بأكثر مما يمكن السيطرة عليه .. وللأسف بدأ الأمر بترديد الكثير من المقولات التي لم تكن أبداً متكاملة الرؤية والتطبيق ، على شاكلة محاكاة ديمقراطية وستمنستر ، وأفضل خدمة مدنية ، وسلة غذاء العالم ، وأكثر الشعوب قراءة وثقافة ، وأقوى حزب شيوعي خارج الستار الحديدي ، وأكثر الناس وداً وصداقة ، والفراعنة الأصليين ، والزول للجندية وكان خاب للطورية ، والكثير غيره.. والمقصد أنه بدون التخلي عن هذه الشعارات التي عشش داخلها الفساد والفوضي والنرجسية ، فلن يمكن تصحيح المسار ، لأن التغيير لا يتم سهلاً ، ولا بدون المصارحة والتصالح مع النفس ، ثم يتم لاحقاً تقييم الوقائع والامكانيات في إطار من رؤية استراتيجية حقيقية وصحيحة ومستدامة ، ولعلي للأن لا أرى سوى تجاوز أو إسقاط المعوقات الحقيقية من كل حساب ، رغم أننا لا نختلف عن الكثيرين من حولنا ، وخاصة من قد تجاوزوا عقد التاريخ والتحالفات والانتصارات والهزائم والفقر والثروة والقبائيلية والشعوبية وحتى الأديان ... ويصل الأمر بالعاطلين والحانقين والتائهين لتكرار مشاهد الفوضى اللبنانية ويسقط القلة شهداء وتحترق الكثرة من القلوب والعقول والأحلام بلا معنى ولا أثر ، ويعلو شعار "يسقط العسكر" برغم تناقضه التاريخي والحضاري .. والله المستعان


No comments:

Post a Comment