يا ترى هل فرنسا علمانية؟
يخطئ الكثيرون في تقديم فرنسا نموذج للعلمانية… في الواقع، فرنسا واحدة من الدول التي تعادي العلمانية وتطبّق بدلاً عنها اللائيكية.
يختلف مفهوم العلمانية عن مفهوم اللائيكية في جوهره، برغم شيوع استخدامهما كمترادفين في اللّغة العربية المعاصرة. إذ تنظّم الدولة العلمانية العلاقة بالمؤسّسات الدينية بمرونة واضحة، فتسمح بوجود مساحات للتعبير الديني في المجال العام. وتفتح المدارس العامّة أبوابها للتعليم الديني كمادّة اختيارية، وتتعاون مع المؤسّسات الدينية في مجالات متعدّدة.
على العكس من ذلك، تفرض الدولة اللائيكية فصلاً تاماً بين المؤسّسات الدينية والحكومية. فتحصر التعبير الديني في نطاق الأفراد الشخصي، وتمنع ظهور أي رموز أو مظاهر دينية في المؤسّسات العامّة. كما تغلق المدارس الحكومية في الدول اللائيكية أبوابها أمام التعليم الديني بكل أشكاله، وترفض إقامة علاقات رسمية بالمؤسّسات الدينية.
تدلّ العلمانية على حياد الدولة تجاه الأديان والمعتقدات، لا على معاداتها. في حين تعبّر اللائيكية عن نموذج أكثر تشدّداً في عزل الدين عن الدولة والمجتمع، فتمنع مظاهره في الفضاء العام. وتختلف التطبيقات العملية لكل نموذج باختلاف ظروف كل دولة وتراثها وتجربتها التاريخية.
تسمية عَلمانية تأتي من كلمة العالَم. عن السريانية عَلما أي مُنتمٍ إلى العالم أو الدّنيا، دون الاعتماد على الغيبيّات.
اقرأ شرحاً مبسّطاً ومختصراً لأشكال أنظمة الدول المختلفة في هذا العالم في مقالتي {مقارنات في نماذج الدول، خريطة الأنماط والنماذج} على مدوّنة البخاري من هنا https://go.monis.net/gov-models-map
No comments:
Post a Comment