Saturday, April 9, 2022

إلى أين يسير السودان..؟


هل بالفعل يرى..؟ لا أظن

"ليست المسألة في أن تنتهج الثورة ، ولكن في أن تكون الثورة ثورة"

إعادة لمنشور في منتصف 2019

مع السوشيال ميديا ، ولى زمن أن
تكتب القاهرة ، وتطبع بيروت ، وتقرأ الخرطوم
لذا ، وللأسف ، صرنا نكرر أخطاء التاريخ
فلم يعد في الخرطوم قارئاً ، أو مفكراً
حيث السوشيال ميديا لا تدعم القراءة أو التفكير


بيد أن المعضلة أقدم



في العام 2014 كتبت قائلاً التأكيد ، سيأتي يوم ليحمد الناس فيه زمن الانقاذ ليس نتيجة استمرار مسلسل التدهور السياسي وليس لأننا شعب بلا هوية أو شخصية حقيقية ولكن لأن هناك جيل يلهو في التراب حالياً ويرتع مفاسد الانقاذ حليباً لينمو وسوف يضرب عرض الحائط بكل القيم والمفاهيم متلذذاً بعروض المال والسلطة والجنس مستبدلاً الايمان بالخالق بالايمان المطلق بالمخلوق حدث ولا حرج وللخروج من الحيرة نراجع ما يتفق عليه الاسلاميويين
بأن الوطن هو مجرد حفنة من تراب ليس لها معنى حقيقي




 زفاف إحدى مذيعات التليفيزيون الشهيرات في بداية الميلينيا


في ديسمبر 2018 تحرك الشارع عشوائياً حراك جيل الملينيا والسوشيال ميديا
كان الشعار البسيط : تسقط تسقط ولذا سقط البشير وحفنة من معاونيه ولكن لم يسقط النظام ، ذا العمق في كافة مفاصل الدولة
تعالى ضجيج المظاهرات والأغنيات والفيديوهات
وتقليد موضات الحركات الشعبية الأجنبية
ومشاركة أكثر من 80 فصيل مدني ومسلح
وما لا ندري من الآيادي الخارجية

للأسف ، تضخم هذا الضجيج بلا منفعة
مقترناً بأحلام بلا وعي ، وحماسة غير رشيدة
ويولد خديج مشوه من التكنوقراط بأسم التغيير

نسى الجمع أن التكنوقراط لم يعمروا أي دولة 

كان الأمل أن تنكسر متوالية الانزلاق القومي منذ الاستقلال
وأن تولد حقيقة صحيحة وعافية وناضجة وقادرة على الولوج الى المستقبل


لذا ، لا مناص من نبش التاريخ والدفاتر
لادراك محركات ومقومات الحراك العام في السودان
في تقديري أن لا أحد قد تناول هذا الموضوع بالعمق الكافي
وبالتالي ، لا يوجد تشريح حقيقي النفسية والشخصية السودانية وكما قال البرفيسور بلدو الحراك بات قاب قوسين أو أدنى أشبه بحلقات الزار فلماذا؟

مما لاشك فيه أن العسكريتارية السودانية قد تغييرات جذرياً منذ ١٩٨٩ وبرغم أن كافة حقائق الإنجاز والتنمية في البلد قد ارتبطت بالعسكريين إلا أن تغلغل الأخوان المسلمين في النظم الحاكمة بدأ منذ منتصف السبعينات ولم يلاحظها أي محلل ومتابع أو متنفذ سياسي وفي هذا العجب الحقيقي والسقوط الخفي للصفوة المتعلمة والبيروقراطية والسياسية في البلد

ولعل الفضيحة المستورة مؤقتاً
في تجنيد وإرسال جنود أطفال الى اليمن
سوف تؤكد نهاية المؤسسة العسكرية السودانية للأبد
تلك التي باتت تضم جنرالاً لم يتلقى سوى شهادة الابتدائية


للأسف .. لا مناص من الدم من أجل فلترة النظام والطبقات السياسية
لذا ، ومنذ البداية كنت أرى في شعارات السلمية والمدنية فصلا جديدا من مدرسة المشاغبين

وبصراحة
يتميز السودان الأخواني عن تركيا الفاشستية بأن النظام الأخواني لم يتحالف مع الرأسمالية السودانية فحسب ًبل مع العنصرية القبيلية العربية أيضا وهكذا تشكل بُعد جديد في المعادلة السياسية السودانية
لم يكن موجودا من قبل في كل ما سبق من تجارب منذ سقوط سوبا



للأسف ، أدرك الكثيرين مؤخراً
حجم الألم والظلم والطغيان الذي عانت منه دارفور لسنين عدة
بينما أُعتصرت الحياة فيهم مجدداً مع هتافات الخرطوم
لتأييد مستشارها الأمني ورفيقه زعيم الجنجويد
اللذان لم يلبثا أن فقدا قناعهما في غضون أسابيع


هكذا
هل يكون الشارع فاقداً للذاكرة ولأهلية الاختيار
أم سقط أسيراً لضلالات مدعي الوعي والتغيير
ممن لا يملكون الرؤية أو الحكمة لقيادة حراك البلد

لم يشهد التاريخ ثورة بلا رؤية
وأهداف بلا قيادة
وخارطة طريق بلا مبررات

ولاتوجد بلداً بلا مستثمرين في أمنها واقتصادها وجغرافيتها ومدارسها ومخابزها 
بل ونظام الصرف الصحي فيها

للأسف ، هكذا الشعراء المبطلون يتبعهم الغاوون العوام


في ليلة عيد الفطر في يونيو2019 
سقط عديد من الشهداء برصاصات الردع السريع وقوى الأمن
وتدوال النشطاء وثائق العدوان الصادم على العامة في الشوارع
 سقط الحلم السوداني في سلمية الثورة

للأسف ، لا تملك الذاكرة الشعبية أن
فاتورة التغيير الوطني حتما تُقايض بالدم والأرواح
هكذا يؤكد التاريخ
للأسف ، اقترح البعض إلغاء العيد وصلاته
لكن العيد وصلاته والفرح به أمر من المولى عزٍَِِ وجل
أما الكعك فهو من أمر البشر
شاء من شاء ، وأبى من أبى


صرنا قاب قوسين أو أدني من سوريا والعراق وليبيا
عشرات الفصائل التي لا تتفق على رؤية متكاملة وواقعية
ليس في مصلحة البلد تسخين الشارع المحتقن أساساً

تجارب إسقاط النظم لا تجدي مع منظومات الأمن الاقليمي
لابد من وجود قيادة واعية وذات حكمة لتفادي النفق المظلم

فلنفكر عميقاً



تجديد وإضافة في 2021

 مجلس البرهان يقبع على تحالفات أمنية واقتصادية وسياسية أكبر من الرفض
حمدتي يخبو وفي غضون شهور سوف يتلاشى بعض انكشاف المستور
اتفاقات السلام في نجحت في توزيع الثروة بين الرؤساء وليس الجماهير
استشاري الحكومات يكرر متلازمة فشل الاستشاريون في التطبيق
لقد لفظ الشعب طبقة الانتليجنسيا واستبدلها بالسوشيال ميديا
  التمكين شماعة تخفي فشل الطبقة الحاكمة وتحرق ما تبقى من المنطق
فشل مؤتمر باريس يؤكد فقدان المنطق والعلم والسياسة في البلد

هل تجدون معشر "المثقفين" بلداً يرقى
بدون رقي هياكل ممارسة القانون والادارة والمال فيه

سيقولون السفهاء أن حوا والدة


تجديد وإضافة في 2022

مما لا شك فيه أن التكنوقراط والمهنيين قد أثبتوا الفشل الذي لا يمكن النهوض بعده ، حيث فقدوا اهتمام وتأييد الشارع لهم .. وبرغم الإقرار بأن العوام ليس لهم أي حساب في الممارسة السياسية ، إلا أن أصواتهم تقدم الشرعية القانونية للسياسيين والحكام
وفي عالم صارت المعادلات الجيوسياسية والاقتصادية أكبر  من استيعاب الغالبية ، فان هذا يتطور باتجاه الأنموذج العالمي حيث لا تكترث الغالبية (83%) لممارسات الطبقة السياسية طالما أن هناك سقف وخبز ودواء
وكما ذكرت في منشور سابق ، بأن من يتحركون في سائر شوارع السودان لا يتجاوزون 1% من الشعب ، وأن التغيير يتطلب حراكاً يضم 15% من الجماهير ، فإن النفق لايزال مظلماً وحالكاً وبه الكثير من القاذورات ، وأطياف تتقافز من حولنا

No comments:

Post a Comment