لا يوجد شئ أسمه دولة عميقة ، بل مجموعات من موظفي الدولة ممن لديهم توافق فكري وسياسي ، وهذا يوجد في كل مجتمع ، ولا يعني هذا أنهم بمعزل عن شريحتهم الاجتماعية ، بل يشاركونها هموم الحياة والعيش والرغبة في الحصول على الخدمات الأساسية ومقومات الحياة ، ما يجمعهم ليس السياسة ولكن الاجتماع
أما اذا ما كانوا يتحصلون على مكاسب شخصية من انتماءاتهم السياسية ، فهذا فساد أخلاقي وجنائي يستوجب المعاقبة
وبينما لا يستطيع هؤلاء الموظفين الفاسدين تسيير أمور الدولة وحدهم لتحقيق مكاسبهم ، فليس من الممكن أن يعقد هؤلاء الفاسدين تحالفات مع غيرهم من موظفي الدولة لتنفيذ مخططات بعينها ، حيث لا تتوافق الاهتمامات
أما اذا توافقت اهتمامات الموظفين العموميين والموظفين المسيسين الفاسدين ، فلا مناص من رفد الجميع واعلان حالة الطوارئ
يتبقى ان يرسم أحدهم طريقة عملية للفصل بين الموظفين العموميين والفاسدين ، في هيكلية صارت تقوم على الرشاوي والمحسوبية والانتفاع ، نتيجة عدم تطور نظم التقييم والمراجعة والتطوير الاداري
فهل هي جناية الموظفين أم مدراء العموم والوزارء ؟؟
تعبير الدولة العميقة يقر بفشل وتخلف ريادة وتطور الادارة العامة والحكومية ، وليس تفوق بعض الفصائل السياسية أو الجماعات الاجرامية ، ولعله ما كان يقصده ترامب ، ليؤكد فشل سابقه أوباما في تطوير الجهاز الحكومي الأمريكي
وهكذا لا تستخدم سائر الدول هذا التعبير ، حتى في أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية حيث ينتشر الفساد الاداري والتخلف الحكومي
فأين السودان من هذا ؟
No comments:
Post a Comment