(أعتذر لسوء نسخة اليوتيوب)
لعل السينما في السودان يافعة بدرجة كبيرة من الناحية المهنية ، ولكن الثقل الثقافي والموروث الجدلي في السودان قد وفرا زخماً سينمائياً غير مسبوق ، أضف اليه العنفوان الشبابي الذي يبحث عن وجود في الساحة الاقليمية التي تأخر عنها كثيراً
في السودان تمرد قديم ومتنامي بين جغرافيات الزخم المصري والزخم النيجيري ، وكلا المحيطان قد أثرا وشكلا جزءاً كبيراً من الوعي (واللاوعي) السوداني ، برغم وجود دعاوي استقلالية وانفصالية عن تاريخ ووقائع وحقائق وعلاقات الحياة
هكذا أقرأ هذا العمل السينمائي باعتباره محاولة لتأكيد هوية خاصة ، تتراوح بين الدين والعلم ، وبين الانفصال والاندماج ، وبين القرية والعالم ، وإن أثارت التشنج والنقد العنيف في مجتمع يرزح تحت مؤشرات دُنيا في كل شيء
ومن جانب فكري ، فان الأجيال الشابة (والثورية) في السودان تطرح تساؤلات لا يقدر الكثيرين من جيل الآباء على الرد عليها ، وبغض النظر عن مشروعية التساؤلات ، فان الإجابة عليها تتطلب الولوج إلى عوالم ذات خفر ودهشة وانزعاج في آن واحد ، مما يثير الحفيظة واللهفة والتيه في أخر
جدلية المعرفة والحدث والمعنى تتصارع دوماً في السودان ، وتشد المشارك نحو عوالم اللامنتهي والمطلق واللامنتمي ، وعندها يفقد الكل معناه وحركته ، بل ومشاركته في بناء الكتلة الانسانية الصحية والمستدامة بكل عموميتها ومداها
هكذا ، يقف السودان وحيداً ، ولعله قدر
....
No comments:
Post a Comment