Friday, March 19, 2021

الوطنية والنوستلجيا

 


أعتقد ان الخلط بين الوطنية وإجترار التاريخ (النوستلجيا) يشكل بوتقة لتخصيب الشوفينية والعنصرية ، مثلما ما جاءت به نازية هتلر ، والحمدلله أن السودان ليس به الصناعة العتيدة ولا الاقتصاد المتميز لتحفيز هذا الاستطراد ، ومن ثمَ لم نحلم أو نسعى لغزو الآخرين ..

لكن ، لابد من التوقف عن هذه التساؤلات التي يغلب عليها الحنق السياسي الأعمى ، بدلاً من العبر والدروس المستفادة

فأين ذهب هذا العمران الذي يتم الاحتفاء به
وإن كنا حقاً البُناة فكيف فقدنا صنعة العمران والبناء
وإن كانت الخدمة المدنية رأسمالنا ، فكيف اختزلها الموت
وإن كانت الثروة لنا (وليس الميزانية المصرية) فكيف تأكلت بلا أثر
ولماذا كانت حصرياً في حفنة من المدن وليس حواضر البلد كلها

الخليجيون يعتزون بفقر العمران في تاريخهم ، لأنه يترجم إرادتهم في التغيير والنمو والتفوق ، وعليكم الله (موجهاً لأهل الوطنية الحارة) ، خليكم من قصص آيادي السودان في نهضتهم ، والتي للأسف يشوبها التلفيق ، فليس معني أن يكون سودانياً مهندساً أو مديراً أو قاضياً أو معلماً أو طبيباً ، كأنه بنى البلد كلها ، ولعل الانجليز أحق بذلك الاحتفال (وكاتب المقال يدري عن كثب ، وتاريخه يضم معظم معالم التحضر في دبي)

في السودان ، مواصفات التحضر اليوم ، سواء في المباني أو البنية التحتية ، لا ترقى لبناء قرى كبيرة ، وصنعة البناء تحبو بدون أي ميراث حرفي أو فني ، وهيكلية صناعة العمران مختلة في القوانين والاجراءات والوظائف والتعليم والتدقيق ..

بالفعل .. لنا الله ، من كل من يُفسد الوعي العام والخاص..!!

No comments:

Post a Comment