وكما قيل ؛ فإن الاعلام لا يدري بأكثر من ١٥٪ من الحقائق في عوالم السياسة والحكم ؛ ولذا يحاولون الاقتراب من
السلطة للحصول على معلومات اضافية .. لذا أنا شخصياً لا أصدق الاعلاميين
للأسف غالب السياسيين والكتاب والمتحدثين لايملكون معلومات كافية لتفسير الأحداث ، ويلجئون الى تلفيق الكلمات والشعوذة الفكرية للاجابة على الأحداث المبهمة من حولهم
وكما أن السياسة أصبحت تدار بواسطة المعلومات الاحصائية والمعادلات الرياضية ، فان سياسيو المنطقة التقليديين لايملكون ما يكفي لكي يشتركوا أو يكونوا ضمن مستقبلها أو مستقبل العالم
هكذا يمكن فهم لماذا تتكون وتنتشر الولاءات السياسية في المنطقة ، وكيف صارت عصية على التغيير ، بحكم أن هؤلاء القادة المسيطرون لهم قنوات عديدة لفهم ما يحدث حقيقةً ، ويدينون بالولاء لتحقيق تلك الأهداف العالمية بعيدة المدى
إن سائر ما يحدث في حوض البحر الأحمر ومحيطه ، هو جزء من مشروع الأوجادين المستقبلي ؛ الذي تتعاون فيه كل الأنظمة الجيوبوليتيكية بما فيها عسكر السودان ، وتحت المظلة الأمريكية الأوربية المشتركة
هذا المشروع يشمل السودان شماله وجنوبه ، وأثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا ورواندا وبروندي وتنزانيا ، فهو يترجم الأخدود العظيم للبحر الأحمر أو ما قد تعارف جيولوجياً على تسميته بـ أخدود شرق أفريقيا
والمراجعة البسيطة لبديهات مشروعات الغاز والزيت ، تقول
- الخليج العربي يحتوي على حجم احتياطي 500 مليار برميل
- سيبيريا تحتوي على حجم احتياطي 110 مليار برميل
- بحر الشمال يحتوي على حجم احتياطي 50 مليار برميل
- خليج السويس يحتوي على حجم احتياطي 700 ألف برميل
أما أوجادين فان حجم احتياطي البترول والغاز لم يتم الكشف عنه بشكل شامل ، سوي بعض الدراسات المتخصصة ، والتي تعتبره مستقبل النفط والغاز في العالم .. أي أن الاستغلال الكبير المتوقع منه سوف يبدأ في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين ، والتقديرات المتسربة تشير الى نحو 800 مليار برميل في أقل تقدير
باختصار ، فإن حقل أوجادين سوف يستحوذ على كافة الترسبات البترولية وجيوب الغاز في حوض البحر الأحمر ، وتكون بؤرتها صحراء الأوجادن
وفي زمن النميري ، تسربت أخبار شحيحة تتحدث عن أن السودان يمثل بؤرة الوسط للحقول الممتدة من الجزيرة العربية وحتى الساحل الأفريقي ، غير أن هذه الأخبار لم تجد أذن صاغية أو عقول واعية لبلورتها في الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية في السودان
هكذا يمكن إعادة قراءة كافة الأحداث في حوص البحر الأحمر منذ الثمانيات من القرن الماضي ، عندما تم اكتشاف حقل الأوجادين ، وعلى رأس هذه الأحداث
- فصل جنوب السودان عن شماله بدعاوي حق تقرير المصير - جزء من سيناريو تفتيت القوى السياسية والكيانات الديموجرافية في القرن الافريقي - مشروع أيلي كوهين
- الصراع الهادئ حول جيبوتي التي صارت تستضيف ثلاث قواعد لوجستية بحرية لفرنسا والولايات المتحدة والصين ، بينما يتم الحفاظ عليها مؤقتاً باعتباره شريان أثيوبيا
- الدعم الصريح لمشروع سد النهضة باعتبار الطاقة الوليدة سوف تدعم الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي في منطقة الحقل برغم محاذير التأثير على الاقتصاد الزراعية - حيث يكفي أن يجد المواطنين زادهم وليس زادتهم
- الاستحواذ على الآراضي الزراعية في السودان وأثيوبي وكينيا تنزانيا وأوغندا يشكل سيناريو تغيير ملكية الأرض لصالح الترتيبات المستقبلية للمشروع الي سوف يختزل ويعيد تشكيل تاريخ اقتصاديات الطاقة
- السكون الأريتري مقابل القواعد البحرية والجوية للإمارات ومصر ولاحقا الولايات المتحدة حيث تترشح بحكم تكوينها الجغرافي والديموجرافي والسياسي أن تكون الألة العسكرية للمنطقة
- الصراع حول وقف الامتيازات الاقتصادية والعسكرية الروسية في الحوض الأحمر حيث يحاول الروس أن يكون لهم نصيب في المستقبل من حيث الجيوبوليتكيا
- إعادة تشكيل استراتيجيات النقل البحري في الحوض بمبادرات دبي العالمية وأبوظبي للموانئ ، شاملة التدمير المنهاجي لكل من الحديدة وعدن وبورتسودان مع اطلاق هيرجيسا وجدة والسخنة ، وقريباً رأس بنياس
- المشروع الغريب لـ نيوم التي من المقرر أن تكون القاعدة الإدارية للمشروع ، حيث تنشأ ساحات جليدية وغابات صناعية ومستوى رفاهية غير معهودة وبلا جدوى وفق التحليل العمراني التقليدي
- التطور المتسارع في السعودية لقبول الغزو الغربي لمكوناتها الاجتماعية والسياسية ، وتهيأتها بقيلدة المنطقة باعتباراتها الثيولوجية والسوسيولوجية والسياسية
- الإصرار الايراني لكي يكون لها موطئ قدم برغم هدم وتفتيت اليمن الذي كان سعيد ، وبغض النظر على التكلفة والتناقضات على الأرض وتفتيت الكيان الاجتماعي السياسي
- الغزو المنهاجي الكثيف لكافة البلدان بتنمية مفاهيم ريادة الأعمال بين الشباب بما يحولها الى بلدان بلا عمل أو عمال صناعياً وزراعياً
- وهلما جرا
No comments:
Post a Comment