ليست بطولة ، بل آداء عادي لأي جندي في أي مكان في العالم
أنهم سودانيون ضد سودانيون .. بل رفقاء سلاح
لست أري أسباب لنشوة وصرخات الانتصار
هي عادة لدي جند السودان ، حتى أثناء التدريبات الميدانية
لست ادري منشأها ، ونفتقد محترفي الاجتماع والنفس للتفصيل والشرح
لايزال المشوار طويل
Hassan Mahmoud
صورة يتيمة شديدة الندرة لبطل تحرير القصر الجمهوري ودحر إنقلاب هاشم العطا رقيب أول حماد الإحيمر جابر
الحصان الأسطوري وأحد أبرز معلمي مدرسة المدرعات على مر التاريخ. المدفعجي والرامي الذي لايخطئ عين عدوه كجدوده رماة الحدق. حيث كان الحصان رمز سلاح المدرعات في ذلك الزمان. هنا يمتشق عصاة دون قميص في فرح هستيري منتشيا بالنصر يهلل أعلى برج المدرعة التوباس وسط زملائه الجنود الموالين لمايو أمام القصر من ناحية البوستة بعد تحرير القصر وفك أسر نميري وزملاؤه في مجلس قيادة ثورة مايو.
حماد تمزق قميصه العسكري من البارود والذخيرة حيث تولى قيادة معركة القصر. يتذكر زميله العقيد على حمدان كير قائلا كاذب من يدعي أنه أبلى يومذاك بلاء أكبر من جسارة حماد من مجموعتنا الموالية لمايو من المدرعات.
كذلك روى الملازم عمر عبدالماجد أن حماد أخبره وهم في المدخل الجنوبي للقصر أن هناك ضرب في بيت الضيافة. وطلب منه الركوب في الدبابة المتوجهة لبيت الضيافة.
يتذكر على حمدان كير في العام ١٩٦٧ في أحراش شرق الإستوائية أحداث عملية (جبل ديتو).
وهي عملية الريشة الخضراء بقيادة العقيد جعفر محمد نميري قائد حامية توريت. وكانت بمشاركة سرية المظلات بقيادة الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم.
كانت ترتكز في قمة الجبل قوات من الخوارج (بحسب ذلك الزمان) ، وتسليحهم أحدث من تسليح الجيش السوداني. كان بحوزتهم القرنوف والديكتريوف والكلاشنكوف. بينما جيشنا مسلح ب : ج٣ وبندقية مارك ٤ (البندقية أبوعشرة) والبرين وال أم كى ٤٢.
القائد نميري نور المتحرك وزع الأعباء وصرف الأوامر.
أعاقت نيران كثيفة من قمة الجبل حيث تمركز الخوارج تقدم القوة نحو هدفها وهى إحتلال جبل ديتو وتمشيطه من قوات الأعداء.
ونحن في أسفل الجبل تمكن وكيل عريف حماد الإحيمر من تحديد مكان مصدر النيران ووزن مدفع المدرعة صلاح الدين على مصدر النيران ، وضبط التنشين ضبط دقيق ثم أطلق عيار ٧٦ من المدفع الرئيس للمدرعة إنجليزية الصنع. بطلقة (ش.ف) شديدة الإنفجار وتمكن من إصابة الهدف البعيد بصورة معجزة وأسكت النيران تماما.
وبفضله تمكنت القوة من التقدم وإحتلال الجبل.
مما حدا بالعقيد جعفر نميري من إصدار الأمر بترقية الجندي حماد الإحيمر إلى رتبة وكيل عريف أصلية.
ألحق حماد بمدرسة المدرعات بعد عودته من الجنوب. إستمر كمعلم ضمن طاقم المعلمين. المدرسة كان يقودها آنذاك الرائد خالد حسن عباس من ضباط الدفعة ١٠ كلية حربية.
يوم ٢ مايو ١٩٦٩ تحركت مدرسة المشاه إلى خور عمر بقيادة الملازم عاصم جمال محمد أحمد من ضباط الدفعة ١٧ كلية حربية (من ضباطها عبدالرحمن مصطفى خليل وبشير عبد الرازق)
يوم ٨ مايو ١٩٦٩م تحركت القوة الرئيسية لمدرسة المدرعات صوب معسكر خور عمر بقيادة الرائد خالد حسن عباس والرائد محجوب برير محمد نور كبير المعلمين والرائد ميرغني العطا.
محجوب برير كان له القدح المعلى في تدريب تكتيك المدرعات وحراسة الشخصيات المهمة وفي الأمن الداخلي والثقافة العامة عن الشخصية و المزاج وتقسيماته (أخضر ، أصفر ، أخضر ) وهي دروس فلسفية.
مساء يوم ٢٤ مايو قام محجوب برير بتنوير القوات في المعسكر وتشمل قوات مدرسة المدرعات وقوات المظلات ، بحضور أبوالقاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبدالقادر ، وميرغني العطا ومامون عوض أبوزيد وعثمان حاج حسين أبوشيبة وفاروق عثمان حمدالله (كان لابس بنطلون أسود وينفورم الجيش) ، والرائد كامل عبد الحميد قائد حامية الخرطوم. والملازم أول وقتها سيد أحمد عبد الرحيم (أحد شهداء بيت الضيافة) من الدفعة ١٨.
حماد الإحيمر كان مدفعجي إحدى المدرعات صلاح الدين التى تحركت من خور عمر وتوجهت نحو القيادة بمعية جعفر نميري ، محجوب برير وأبوشيبة.
حضر حماد إجتماعات القوة الموالية لمايو داخل سلاح المدرعات بالشجرة ، كل ناس في الوحدات حقتهم ، الكتيبة الأولى اللواء الثاني والكتيبة الثالثة اللواء الثاني والجناح الفني ومدرسة المشاه والجناح الفني الذي يتبع لها. وإنضم إلينا فلول المظلات الذين تم تجريدهم من السلاح وتسريحهم يوم ١٩ يوليو.
وعندما شعرنا بإزدياد أعداد قوتنا نقلنا بعض الإجتماعات في بيوت إشلاق المتزوجين مثل منزل عبدالله خير الله المسافر في مصر بواسطة شقيقه عبدالعزيز خير الله وكان جندي نفر في المدرعات اللواء الثاني. ثم إنتقلت الإجتماعات لأماكن أخرى في العزوزاب والشجرة الحماداب.
إلى أن تم تحديد ساعة (س) يوم ٢٢ يوليو الساعة الثانية والنصف ظهرا في نفس توقيت الإنقلاب.
إستفزتنا كثيرا كقوات مدرعات ومظلات تصريحات قادة الإنقلاب بأنهم صححوا الوضع في ٤٥ دقيقة. بالإضافة لإستفزازات صغار ضباط اللواء الأول وإستهتارهم بما نحمله من أوسمة ونياشين مثل الضابط الملازم عاصم تلب والملازمين التجاني علي شريف وعلي عبدالله أبوشمة وعمر وقيع الله وأحمد حسين وحسين محمد أحمد درار(خرطوش) بما إنهم حديثي عهد بالخدمة العسكرية ويفتقرون للتجارب حيث كانت خبرتهم لاتتعدى الستة أشهر حينها.
وفي اليوم الموعود والتخوف من المجهول الذي نحن مقدمين عليه في ذروة إضطراباته النفسية تقاعس منا الكثيرون وتركوا ما أسند إليهم من واجبات مما جعل القوة المنفذة تكون قليلة العدد حتى تضاءل عددنا إلى ثمانية ضباط صف في قراش الكتيبة الأولى اللواء الثاني دبابات. وعندما أطلقت إشارة البدء في تنفيذ التحرك بقذيفة من رشاش الدبابة ت ٥٥ من قراش كتيبتنا الأولى
إنطلقت أول دبابة ت٥٥ من قراش الكتيبة الثالثة كأول دبابة تغادر السلاح متوجهة صوب القصر الجمهوري ضد إنقلاب ١٩ يوليو . ثم تحركت بعدها أول دبابة من قراش الكتيبة الأولى بقيادة عبدالله أحمد حسين الهنقر الذي كان قد ضرب إشارة البدء المتفق عليها. بينما تسرب وإنسحب الكثير من زملائنا ضباط صف وجنود من القوات الموالية لمايو.
حماد الإحيمر تحرك من مدرسة المدرعات وتوجه بدبابته نحو القصر.
يوم ١٩ يوليو ١٩٧١ الضابط العظيم بالمدرعات كان الرائد طه إبراهيم العاقب من الدفعة ١٦ وتم إستقطابه بواسطة العقيد الهاموش لذلك تمكنوا من الإستيلاء على السلاح بكل سهولة.
في أواخر العام ١٩٧١ تم قبول إستقالة وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس. إجتمعنا وإستنكرنا القرار وأرسلنا وفد لمقابلة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم والوفد كان فيه حماد الإحيمر وطه محمد أحمد ومحمد أحمد عوض الله من قوة المدرسة. وهددوا بتغيير الوضع إن لم يستجيب مجلس القيادة الثورة لمطلبهم بإرجاع اللواء خالد.
تم تحديد لقاء للرئيس نميري في سلاح المدرعات. وفعلا جاء نميري للإجتماع وخاطب الجمع أن لخالد ظروف خاصة بوالدته والتى فقدت إبنها محمد حسن عباس شهيدا في بيت الضيافة ومادايرة تفقد إبنها الكبير خالد لذلك أقسمت عليه لترك الجيش والخدمة العسكرية.
وكانت تلك بداية تفكيك المجموعة الموالية لمايو بالمدرعات.
تم نقل الإحيمر لمريدي وطه محمد أحمد للجنوبية أحمد جبريل المنسوب للغربية صديق محمد عبدالله الرزيقي للغربية محمد مختار طه مدرسة المشاه بجبيت ثم أحيل للمعاش.
خلف ذلك مرارت أدت لإشتراك حماد الإحيمر في إنقلاب حسن حسين ١٩٧٥ وقتل في الإذاعة بعد إذاعة بيان حسن حسين.
قتله ملازم من الدفعة ٢٣ نسيب اللواء بشير محمد علي أمام بوابة الإذاعة. عندما لمح أبوالقاسم محمد إبراهيم حماد الإحيمر أمام الدبابة ت٥٥ في المدخل ظن أن حماد على ولائه لمايو وأنه أتى مع دبابات بشير محمد علي من كرري لتحرير الإذاعة. عندها نزل أبوالقاسم لإحتضان حماد فإنتهره حماد وحاول ضربه بالدبشك وعندها قام الملازم بتسديد رصاصة قاتلة أودت بحياة أحد فرسان المدرعات التاريخيين.
عرضت هذه الصورة متسائلا على العقيد علي حمدان كير وعلى العقيد علي محمد محمود في العام ٢٠٢١ فأكدوا لي أنه هو حماد.
أرشيف وزارة الثقافة والإعلام-دار الوثائق القومية
No comments:
Post a Comment