هذا اللّون كان لوناً شبه مقدّس في دمشق وهو ما يسمّى في آداب اليوم "أزرق دمشق" و "أزرق شامي" ويناديه الدماشقة باسم اللّون النيلي... هذا اللّون كان ما يميّز دهان البيوت الدمشقية والقلمونية من الخارج، إذ كان من عادة الناس التبرّك بدهن النيلي على جدران البيت الخارجية. واستمرّت هذه العادة حتى القرن العشرين.
هذا اللون يُستخرج من بذور صنف من الفول اسمه فول النيلة، وهو مصدر التسمية، وأهم مصادر النيلة في المشرق هو غور الأردن الذي ينتج ويصدّر هذه البذور إلى نواحي الشرق الأوسط كله.
هذا اللون ليس نفسه الأزرق المصري (أزرق ثينيس) الشهير في أنحاء العالم (وتخلط الناس بينهم)، وليس الفيروزي (التركواز)، وليس الكحلي.
وفي أيّام المسيحية المبكّرة كان هذا اللّون هو لون لباس الراهبات المسيحيّات وارتداه كذلك حكماء العواميد، ورهبان ديانة القمر (الماهية). لذلك ارتبط الأزرق النيلي في أذهان العرب والاغريق بالحكمة.
والملفت أنّ عادة تقديس أو التبرّك بالنيلي تسبق المسيحية كذلك، إذ ارتداه رهبان الميثرانية وتبرّك به عبدة الشمس والحجر الأسود في حمص، ويوم بدأ متصوّفة بانياس الجولان بالدعوة لمدرستهم الإسلامية صبغوا الصوف بالنيلي كذلك وارتدوه رمزاً للزهد والتقشّف... وإذا عدنا إلى بابل نجد أنّ سورها الخارجيّ القديم كان مكسوّاً بزجاج مشوي من ذات اللون، ونراه اليوم واضحاً على بوابة عشتار في الپيرگامون في برلين.
_
والملفت أنّ عادة تقديس أو التبرّك بالنيلي تسبق المسيحية كذلك، إذ ارتداه رهبان الميثرانية وتبرّك به عبدة الشمس والحجر الأسود في حمص، ويوم بدأ متصوّفة بانياس الجولان بالدعوة لمدرستهم الإسلامية صبغوا الصوف بالنيلي كذلك وارتدوه رمزاً للزهد والتقشّف... وإذا عدنا إلى بابل نجد أنّ سورها الخارجيّ القديم كان مكسوّاً بزجاج مشوي من ذات اللون، ونراه اليوم واضحاً على بوابة عشتار في الپيرگامون في برلين.
No comments:
Post a Comment