الحياد
على النقيض من الفكرة
المستأنسة ؛ نحن لا نولد على الحياد
صخب المحيط وكيمياء الهرمونات
وكهربيات العصب ، ترسب الكثير داخلنا
وبرغم الصرخة الأولى والنظرة
الأولى والبسمة الأولى والرضعة الأولى
فان الارتياب يملأ مكنوننا
ومكوناتنا
دوماً نلوذ بالأم ؛ أو بمن نستأنس
رائحتهم
ورويداً رويداً نتبادل العبوس
والبسمات والملامسة مع الآخر
رويداً رويداً نتذوق ملوحتهم ،
أو نتصالح مع لون جلدتهم
لعله إذا صار الأمر إلينا ،
فسوف نبادل الكل الابتسام والحب
ولكن تدخل من نأنس بارشادات ، يضطرنا
للتفكير وللعبوس ، ثم نبتعد
ويرتفع ألف حاجز وحاجز بيننا
وبين الآخر
ونكبر ، وتكبر فينا الارشادات
والحواجز
ونتلاشى بين العلامات
والتفاهمات والنصائح
بالفطرة ؛ نسعى للنضج ، ونكتفي
بالكافي من مختصر الاشارات
بالفطرة ؛ نبحث عمن يدلف الى
مكنوننا ومكوناتنا
ذلك الآخر القادر على كسر حواجز
الصمت والذهول والحياء
وتذوب شخوصنا في لحظة فارقة
لكي يولد جديداً لا يعرف
الحياد
التدهور
خلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية ، توقفت المدارس العامة والخاصة عن تقديم مقررات الادارة المنزلية ، التي قد زودت عدة أجيال سابقة ، بالكثير من الحرف المنزلية والارشادات الشخصية والنصائح العائلية. قد لا نستطيع فهم الدوافع الحقيقية لمسلسل الانهيار هذا ، غير أن الثابت عدم توفر الرؤية المصاحبة لبرامج تنمية المجتمع ، واللهث الحثيث من أجل تخريج حرفيين وفنيين ومتخصصين بما يعنيه من زيادة الساعات المخصصة للعلوم والتكنولوجيا ، وأخيراً النقص في المخصصات المالية اللازمة لتعليم الطهي والنجارة والحياكة والحرف اليدوية. الشاهد أن القائمين على أمور التعليم قد أفتقدوا رؤى التربية ، وما تم تصنيفه من الكماليات قد أدى إلى تفريغ عدة أجيال من القدرة على مواصلة التناسل الاجتماعي الطبيعي ، وتحولت فنون تربية وتنشئة الأجيال إلى ألعاب ومحاكاة أفلام وتهيؤات استحسان
أكتب هذا بينما أتفحص حال الأمهات والآباء الصغار ، في المطاعم والمتاجر والشوارع ، يتعاملون مع صغارهم كأنهم لعب وأشياء ، أخالهم في أحوال عدة يرون في صغارهم تجارب حية تتفاعل بالنماذج التي يستحسنون في أفلام السينما والتليفزيون ، أو رغبات للاستحواذ بعيداً عن سلطة الآخرين
هكذا بدأ التدهور ، وتوالدت أجيال في مناخ التعصب والفوضى واللامعقول
خلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية ، توقفت المدارس العامة والخاصة عن تقديم مقررات الادارة المنزلية ، التي قد زودت عدة أجيال سابقة ، بالكثير من الحرف المنزلية والارشادات الشخصية والنصائح العائلية. قد لا نستطيع فهم الدوافع الحقيقية لمسلسل الانهيار هذا ، غير أن الثابت عدم توفر الرؤية المصاحبة لبرامج تنمية المجتمع ، واللهث الحثيث من أجل تخريج حرفيين وفنيين ومتخصصين بما يعنيه من زيادة الساعات المخصصة للعلوم والتكنولوجيا ، وأخيراً النقص في المخصصات المالية اللازمة لتعليم الطهي والنجارة والحياكة والحرف اليدوية. الشاهد أن القائمين على أمور التعليم قد أفتقدوا رؤى التربية ، وما تم تصنيفه من الكماليات قد أدى إلى تفريغ عدة أجيال من القدرة على مواصلة التناسل الاجتماعي الطبيعي ، وتحولت فنون تربية وتنشئة الأجيال إلى ألعاب ومحاكاة أفلام وتهيؤات استحسان
أكتب هذا بينما أتفحص حال الأمهات والآباء الصغار ، في المطاعم والمتاجر والشوارع ، يتعاملون مع صغارهم كأنهم لعب وأشياء ، أخالهم في أحوال عدة يرون في صغارهم تجارب حية تتفاعل بالنماذج التي يستحسنون في أفلام السينما والتليفزيون ، أو رغبات للاستحواذ بعيداً عن سلطة الآخرين
هكذا بدأ التدهور ، وتوالدت أجيال في مناخ التعصب والفوضى واللامعقول
No comments:
Post a Comment