لست استسيغ حديثه، حيث يحاول استخدام المعلومة لتأكيد تفوق عبثي المضمون، فالمعيار هو استمرارية وتطور اللغة، والـ 700 ألف مفرد حي في العربية لا تتناسب مع الـ المليون مفرد حي في الانجليزية، والتطور اليومي في الانجليزية يبلغ 30 كلمة.. والغريب ان حديثه هذا متداول بكثرة بين العالمين من فقراء المعرفة والمقدرة على البحث، حيث الـ 12 مليون مفردة في العربية لا سند له.. حياة اللغة ليست على علاقة بالدين أو الحماسة، ولكن مع العلم اطلاقاً، ولعل العربية ليست بثراء الفارسية التي استخدمها أوائل المتصوفة للتعبير عن المطلق، وليست بثراء الفرنسية للتفصيل القانوني، وليست بثراء الصينية في شمولية التعبير، وليست بثراء اللاتينية في التخصيص.. وكونها لغة القرآن لا يعني سيادتها، او كما قال بعض من يُحسبوا علماء بأنها لغة الحساب والآخرة... وفي اختيار المولى تعالى للعربية لغة لكتابه الكريم سر لا يدرك، وليست فضيلة الاسرار في منطقها بل في حرمتها على العقل، أو كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه: لوكان الأمر بالعقل لكان مسح باطن القدم أولى
كلُ يرى لغته جميلة ، ولذا يوجد الأدب والنحو والشعر في كل اللغات.. ومنطقياً لا يكمن المقارنة "الجمالية" بين اللغات.. أما الفارسية فثراؤها (وليس جمالها) يكمن في التعبير عن غوامض وأعماق الأدب الصوفي ، ولوكانت العربية تماثلها ، لعمد الرومي والخيام وغيرهما للكتابة بالعربية وليس الفارسية ، وجلهم كان يتحدث بالعربية لزوم ما يلزم.. والأوردية مُخلقة ما بين العربية والفارسية والسنسكرتية معا ، لغةً وثقافةً ، ولذا تفوقت أدباً وليس علماً..
ولعلي اقف عند حدود العلم المجرد والمؤكد ، وبالتالي لا اتابع ولا استمد مقولات ممن سقط سقوطاً مؤكداً في بعض الشأن ، فليس الأمر أن من اجتهد وخاب فله أجراً واحداً.. بل من اجتهد وخاب فقد برأ العلم منه وخرج من ساحة النور ولا يجب الاستدلال به.. هكذا تطور العلم ولايزال ، وفي سيرة رتشارد واتسون من العبر الكثير.. لذا ، فلست أرحب بالاستدلال بالترابي ومن على شاكلته ، ولست أدري كيف يكون خجله يوم الموقف العظيم
ولعل المعضلة المنطقية الأولى في ثقافتنا (إن وجدت) هي اذواجية الاستدلال وأريحية الغفران وفقدان الذاكرة ، فنستمر نجتر ما قد تسرب العفن سراً الى دواخله ، وحين نمتلئ منه يكون العفن قد استشرى استشراء الخبث ، ولا فائدة ترجى حينئذ
Hisham Musa
ReplyDeleteانا لم استسغ كل حديثه لاني ارى بعض المشاكل كالتي اوردت في اللغة العربية، ليس تقليلا من قيمة اللغة ولكن تقصيرا من اهلها. او كما قال الترابي في شاهد عن العصر، هم اسوأ الاهل وهي خير اللغات.
شاركت هذا الفيديو لمن يستطيع القراءة الموضوعية خلف مزاعم التفوق على والانجليزية.من يستطيع ذلك فبامكانه ملاحظة ان اهم عامل تطور في اللغة الانجليزية هي مرونتها و مرونة اهلها في تقبل الكلمات الجديدة او اعادة استخدام الكلمات المعاصرة كاسقاطهم لحرف الخاء مثلا. هذه المرونة (او التشويه الخلاق) لاحظته في العبرية التي يتحدث بها السيفارديم لعجزهم عن اجادة مخارج بعض حروفها بينما المزراحيوون ويهود اليمن يجيدون هذه الحروف و لكن لا يجيدون مرونة المواكبة (للمحافظة على لغتهم). لا اجيد العبرية ولكن اجيد المراقبة.
لا اوافقك الراي بخصوص جمال الفارسية فهي في ظني لغة مسخة خالية من الجمال. الاردية (وانا اتحدثها ببعض الطلاقة) اجمل واثرى بكثير.
فبرايي اللغة الانجليزية ليست بجمال العربية ولكن اهل اللغة العربية متحجرين و لايستطيعون تقبل ادخالات جديدة على اللغة. مثلا عندنا العربي الهندي (يجيده منا من يسكن في الخليج ليتعامل بمرونة مع العمالة)، عربي جوبا وعربي تشاد (يجيده بعض العرب فقط للتهكم على هؤلاء) ولا أغفل تهكم شمال العرب في مصر والشام على لغة جنوب العرب في اليمن والسودان و ايضا الانقطاع بين شرق وغرب العرب. كل هذه المناوشات والاستعلاء تحرم اللغة العربية من نفس فرص اللغة الانجليزية بفضولها و تطلعها للتجديد.
مجمع اللغة العربية في تويتر مصدر جميل لتبيان جماليات اللغة العربية المنتشرة بين القبائل العربية و رايت فيه من النقاشات ما اقنعني بان العربية اجمل و أكثر مرونة ان اجادوا فن تقبل التجديد.