تعد مصارعة السومو واحدة من الفنون القتالية المقدسة في اليابان، يتصارع فيها اثنين من المصارعين وهما لا يرتديان سوى حزام الـ”ماواشي“. ويتميز مصارعي السومو ببنية ضخمة وقوية بفضل التدريبات المكثفة التي يخضعون لها حتى يستطيعون الدفع بخصمهم والحركة بسرعة مناسبة. ويتميز السومو بأسلوب خاص وفريد يعود لارتباطه بالثقافة
اليابانية وهو ما يجذب الكثير من المعجبين ليس في اليابان فقط بل في كل أنحاء العالم
مصارع السومو لا يرتدي سوى قطعة من القماش
السومو هو أحد أشكال القتال الذي يتصارع فيها اثنين من المصارعين فوق حلبة خاصة تسمى ”دوهيو“. وتعد رياضة السومو إحدى الفنون القتالية التقليدية في اليابان منذ القدم التي تعود إلى طقوس ديانة الشينتو، كذلك هي رياضة قومية يابانية.
يتنافس مصارعا السومو من أجل الفوز باستعمال اليدين فقط لطرح المنافس أرضاً أو إخراجه خارج حلبة القتال الدائرية المحددة “دوهيو“. ويطلق على مصارع السومو ”ريكيشي“ ويكون شعره مصففاً بتسريحة ”تشون ماغي“ حيث يكون الشعر أملساً ممسوكاً بحلية خاصة، كما يكون عارياً لا يرتدي سوى قطعة من القماش تلفّ حول الخصر وبين الأرجل ويطلق عليها ”ماواشي“. وإذا فقد المصارع حزام الـ”ماواشي“ هذا أثناء النزال وأصبح عاريا تماماً فإنه يعد خاسراً.
تكنيك السومو لا يعترف بالضخامة فقط
وقد جرى العرف في مباريات السومو بألا يتم التفريق أو التقسيم تبعا للسن أو الطول أو الوزن. حيث كان متوسط وزن مصارعين السومو فئة ”ماكوأوتشي“ وهي أعلى فئة، ١٦٠ كيلوجرام (٣٥٣ رطلا) عام ٢٠١٣. وأعلى وزن قد سجل من قبل مصارعي السومو في التاريخ هو ٢٨٥ كيلوجرام. أما متوسط الطول هو ١٨٥ سنتمتر (٦ أقدام) . إن الضخامة والوزن الثقيل هما أساس رياضة السومو، ولكن حتى لو كان المصارع صغيرا في الحجم ويبلغ وزنه ٩٠ كج يمكنه التغلب على خصمه والفوز عليه من خلال اتقان ٨٢ حركة قتال مختلفة للسومو. ولكن كذلك توجد بعض الحركات الممنوعة ويطلق عليها ”كينجي تيه“ كالركل في منطقة الصدر أو البطن، وإمساك شعر الرأس عمداً والتي إذا استخدمها أحد المصارعين يعتبر خاسرا لخرق القوانين.
وتطورت رياضة السومو في الأساس من التشابكات بالأيدي وشجارات استعراض القوى. وقد صورت مثل تلك النزالات قديما في أشكال تماثيل الـ”دوغوو“ (تماثيل طينية أثرية) في حقبة كوفون (حوالي ٣٠٠-٧٠٠). ومع الوقت أصبح السومو أحد المراسم التي تقام من أجل التنبؤ بوفرة الحصاد، ثم استُخدم بعد ذلك في عصر محاربي الساموراي (القرن ١٢) كأحد التدريبات على القتال في المعارك. أما بداية النظر إلى مصارعة السومو كرياضة احترافية كان في عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨) حيث أصبحت إحدى وسائل الترفية للعامة وأصبح يقام لها دورات ومباريات.
هكذا تطورت وتغيرت مصارعة السومو عبر العصور. ولأسباب لها علاقة بالتقاليد يظل عدم السماح للسيدات بصعود إلى حلبة ”دوهيو“ هو أحد خواص السومو رغم بقاء الجدل حول هذا الأمر.
٦ بطولات رسمية في العام
تقام بطولات السومو الكبرى تحت إشراف اتحاد السومو في اليابان (بالإنكليزية) وتكون بشكل رئيسي في الحلبة الخاصة المجهزة للسومو ”كوكوغي كان“ في منطقة ريوغوكو بطوكيو. وتقاس مهارات المصارعين المحترفين من خلال النتائج في بطولات السومو الرسمية والتي تقام ٦ مرات في السنة وتستمر كل بطولة منها ١٥ يوماً وتقوم هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية ببث جميع مباريات البطولة على الهواء مباشرة في كل أنحاء اليابان. حيث يتنافسون على تحديد مراكزهم والتي يحدد على أساسها المرتبات الشهرية والمزايا الخاصة.
في مباريات السومو الكبرى، يقسم مستوى المباريات إلى ٦ فئات يتنافس داخلها المصارعون. يطلق على تحديد المراكز أو الرتب داخل كل فئة ”قائمة التصنيف“ أو”بان زوكي“. أعلى فئة هي ”ماكوأوتشي“، وأعلى رتبة داخل هذه الفئة هي رتبة ”يوكوزونا“. فالتصنيف في عالم السومو يحدد العلاقة بين المصارعين الأعلى والأدنى حيث تختلف المرتبات والمزايا بشكل كبير طبقا للتصنيف.
وعلى الرغم من أن رياضة السومو هي رياضة قومية يابانية فقد ظهر على الساحة في السنوات الأخيرة مصارعون من خارج اليابان. أول أجنبي حقق فوزا في مباريات أعلى فئة ”ماكوأوتشي“ هو ”تاكاميياما دايغورو“ من هاواي وكان ذلك عام ١٩٧٢. والمصارعون الثلاث في رتبة يوكوزونا في السنوات الأخيرة جميعهم من أصل منغولي. وقد نجد السومو في الزحف نحو العالمية، فعدد مصارعي السومو الأجانب في تزايد مستمر. وأصبح في مقرات تدريب السومو للمحترفين ”سومو بيّا“، والتي يجب أن ينتمي إلى إحداها كل مصارع محترف اثنين من مصارعي السومو الأجانب في ٣٢ مقرا للتدريب من ضمن ٤٤ مقراً حالياً (أبريل/نيسان عام ٢٠١٥).
وفرة وتنوع في وجبة مصارعي السومو ”تشانكو نابِه“
في مقرات التدريب والتي يشرف عليها مصارعو السومو قداما يطلق عليهم ”أوياكاتا“، تقدم وجبتين طعام في اليوم. وتسمى قائمة الطعام ”تشانكو“ والطريقة الشائعة في الطبخ هي الـ”نابِه“. والـ”تشانكو نابِه“ عبارة عن أنواع كثيرة من الخضروات مع لحوم أو أسماك تطبخ في حساء داخل ”نابِه“ أي قِدر، وهي أكلة يابانية تأكل مباشرة من هذا القِدر أثناء الطبخ أو بعده مباشرة فيما يعرف بـ”نابِه ريوري“ أو ”طبخة القِدر“. وهناك قائمة طعام خاصة مميزة لكل مقر سومو تكون عادة متوارثة عبر الأجيال. وتتنوع المكونات لتطبخ في القِدر كما أنه هناك الكثير من المذاقات المختلفة التي تضاف للحساء. يفضل مصارع السومو هاكوهو حساء تشانكو نابِه بمذاق الزبدة المملحة. في كل مقر يقوم المصارعون الأقل رتبة في العمل بالتناوب في اختصاصات الطعام في كثير من الأحيان، ويطلق على مَن يطبخ تشانكو بـ”تشانكو بان“. كما جرى العرف بأن يبدأ المصارعون في تناول الطعام بالترتيب حسب التنصنيف من الأعلى إلى الأقل رتبة أو مكانة. وكثيراً ما يقوم المصارعون بعد التقاعد بفتح مطاعم خاصة لوجبات المصارعين ”تاشنكو ريوري“. والتي تتوفر بمذاقات عديدة متنوعة مثل مذاق الملح، وشويو (صلصلة الصويا)، وميسو (نوع من التوابل مصنوع من فول الصويا، الأرز أو الشعير)، وكيموتشي (المخلل الكوري الحار) وغيرها من المذاقات التي تضاف إلى حساء ”طبخة القِدر“. فإذا كنت من مشجعي رياضة السومو ينصح بزيارة هذه المطاعم والتي يتواجد عدد منها في منطقة ريوغوكو بطوكيو وأوساكا وغيرها حيث يمكن من خلالها التعرف على عالم السومو والانغماس فيه..!
http://www.nippon.com/ar/features/jg00073/
No comments:
Post a Comment