إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً

السيدة التي حكمت مصر 80 يوم

بعد وفاة الصالح نجم الدين أيوب وانتهاء موقعة المنصورة بالنصر المبين لمصر ،  وبعد مقتل المعظم غيث الدين توران شاه اتفق أمراء المماليك علي تولية شجر الدر حكم مصر ، وهذا لرجاحة عقلها ، علي أن يكون الأمير عز الدين ايبك التركماني هو مدبر المملكة واتابك العسكر

وبالفعل بايع الأمراء شجر الدر من وراء ستار ، والشيخ تاج الدين قاضي قضاة الشافعية بايعها علي كره منه ، وتولت في ٢صفر ٦٤٨ هجرية ، فلما استقرت امور الحكم قامت شجر الدر بتوزيع الوظائف المهمة والاقطاعات علي أمراء المماليك البحرية ، ونقش اسمها على السِّكة المستعصمية الصالحية
ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين

وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معهم انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع والذي كان أسيراً في المنصورة ، على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا ، مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة تانية

في نفس الوقت ابتدأت حركة معارضة قوية لحكم شجر الدر وكان من ابرز المعارضين الشيخ العز بن عبد السلام سلطان العلماء ، والخليفة العباسي المستنصر بالله ، الذي بعث برسالة قال فيها
إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً
وأمراء بني ايوب في الشام وأمام كل الضغوط ، قررت شجر الدر أن تخلع نفسها من  العرش بعد مدة حكم 80 يوم ، ويتولي اتابك العسكر عز الدين أيبك الحكم بلقب الملك المعز 

بعد فترة مليئة بالأحداث ، قامت شجر الدر بتدبير اغتيال زوجها الملك المعز أيبك علي أيدي خمسة من الخدم في الحمام ، وقالت إنه أغمي عليه في الحمام ، وفي اليوم الثاني  تم إعلان مقتل المعز أيبك ، فركب ابنه علي والمماليك المعزية وطلعو القلعة وقبض عليها وسلمها لأمه التي أمرت الجواري بضرب شجر الدر بالقباقيب حتي الموت ، بعد ذلك اترمت من فوق سور القلعة ، وفضلت لمدة ثلاثة ايام ثم دفنت

في العصر العثماني قام الحاج محمد عزت باشا والي مصر قام سنة ١٧٠١ م ببناء مسجد المسمي بزاوية الأربعين والمعروف بمقام ( الست فاطمة شجرة الدر) تحت القلعة و يعتقد انها ادفنت في المكان ده