Thursday, November 21, 2019

اليوم العالمي للفلسفة

Image result for Socrat


إبراهيم البليهي
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة ؛ ينبغي أن نتذكَّر بأن الفلسفة ليست علما كسائر العلوم وإنما هي الشجرة الأم التي تفرعت منها كل العلوم الموضوعية
الفلسفة منهج تفكير وليست معلومات تُحفظ. لذلك لا يمكن أن يكتسب الدارس الحس الفلسفي بدراسة الفلسفة كمادة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات

يستخدم الناس ثلاثة نُظُم للتفكير
التفكير التلقائي. وهذا هو السائد في التفكير البشري بشكل عام
التفكير الفلسفي. وهو تفكير منفصل عن التفكير التلقائي. وعماده العقل النقدي ووضع العالم بين قوسين
نظام التفكير التعليمي. لترسخ الأنساق الثقافية وتأهيل الأجيال لخدمة المجتمع

قد يواصل الشخص دراسة الفلسفة حتى يصبح أستاذًا للفلسفة لكن ذلك لا يعني أنه يملك الحس الفلسفي ؛ فلن يكون غريبا أن تصادف أستاذ فلسفة دقمائي
الدوغمائية هو التعصب الكامل لفكرة بشكل مُطلق ، حتى لو لم يكن هناك أي دليل عليها فقط الإصرار على صحتها ، والتمسك بها ، ورفض أي أفكـار أخرى ، ومعاداتها حتى النخاع

تأسس التفكير الفلسفي بواسطة طاليس وكان يركز عنايته على محاولة فهم الكون فاهتم بالكسوف والخسوف وغيرها من الظواهر الكونية ثم جاء بعده بضعة فلاسفة
أهم الأحداث التي عاشتها أثينا بعد بزوغ الفكر الفلسفي تولي صولون حكم أثينا حيث أجرى إصلاحات نوعية كانت في وقتها تمثل وثبة اجتماعية هائلة

ثم ظهر المعلمون الجوالون فأحدثوا في المجتمع الأثيني؛ انفتاحا ثقافيا واجتماعيا غير مسبوق
التأثير القوي الذي أحدثه المعلمون المتجولون في تفكير شباب أثينا هو الذي جعل سقراط ينبري لهم
كان سقراط مع الانفتاح القوي وكان يستهدف خلخلة الوثوق لكنه ضد نفي الحقيقة التي كان ينشره المعلمون المتجولون
المعلمون المتجولون هم الذين نقلوا اهتمام الفلسفة من الاهتمام بالظواهر الكونية إلى الاهتمام بالظواهر الإنسانية

يقال بأن سقراط أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض
لأنه ركز على قضايا الإنسان لكنه كان يعمل على جبهتين
ضد الوثوقيين المتحجرين ، وضد الذين كانوا ينفون وجود الحقيقة

أطلق المعلمون المتجولون مقولة
الإنسان مقياس الأشياء ؛ فلكل فرد حقائق يرتضيها عقله
لكن سقراط راح يؤكد أن الحقيقة منفصلة عن رغبات البشر وأوهامهم فعمل افلاطون على تدوين ما يَعتبره فلسفة سقراط الذي لم يكتب فلسفته بنفسه
ثم جاء أرسطو فأبدع علم المنطق الصوري الذي كان وضعه تأكيدًا لوجود الحقيقة؛ فوضَع ضوابط ومعايير وقواعد لقيادة  التفكير للتحقُّق من الأوهام الشائعة تمجيد الشعب اليوناني ككل. إن المجد اليوناني قام على بضعة أفراد فالشعب حاكم سقراط وأعدمه وطارد آخرين

محاكمة سقراط وإعدامه تقيم دليلا شديد الوضوح على أن اليونانيين لا يختلفون عن غيرهم من الأمم
المدن اليونانية عديدة وأهلها لا يختلفون عن الشعوب الأخرى؛ أثينا فقط تميزت بصولون ثم بركليس وسقراط وبضعة أفراد شعراء ومسرحيين

No comments:

Post a Comment