Monday, February 15, 2021

فيما بين الثروة والثورة والكرونا والاحتباس الحراري


 ثروات باطن الأرض هي مؤقتة ووقتية
ما لم تتحول الى ثروات على ظاهر الأرض من صناعات ومنتجات وخدمات
والمشوار طويل جداً بين باطن وظاهر الأرض
وكم من البلدان سقطت وتسقط فيه
مثل نامبيا والكونغو وماينمار وفنزويلا ومنغوليا وبوليفيا وموريتانيا 
 بينما البعض والقلة استطاعوا ان يعبروا النفق الصعب
مثل المكسيك وروسيا وفيتنام والهند وجنوب أفريقيا
فضلاً عن بلدان النفط مثل 
كندا والنرويج والسعودية وايران
حيث تحولت ثروات الهبات الجغرافية والجيولوجية ، والربّانية
الى صناعات واقتصاديات ذات قدر مستقر




بالتأكيد كل أنسان يعزّ عليه وطنه ، ولكن أن يضع بلده كأنها محور سياسات العالم
والجيوبوليتك ، فهذا ضرب من الخبل والهوس

وعلى الرغم من أن الصعوبة كثيرة في الاقرار بالفشل والقصور والشلل في حلقات التفكير والتخطيط والتنفيذ ، وفي خضم الواقع المتردي والأحلام المتكسرة على أعتاب السياسة  والسياسيين ، وعلى الأخص غُلمان الكلام والشعارات ، إلا أنه من العقل الاعتراف بحقائق قصور المهارات والقدرات عن تحقيق الأماني

عندما نقر بالفشل والقصور ، فإننا نحفز طاقاتنا الروحية والنفسية والذهنية لرسم السياسات الصحيحة لتحقيق المأمول وتجاوز العوائق وإدارة المخاطر

ولكن الإصرار - بغير حق  ، على أن لدينا كل ما يلزم للنجاح ، فاننا نبني أول عائق للنجاح ، وهو الغفلة عن المخاطر وتجاوز المعقول والركض خلف التهيؤات




هكذا ، فإن السودان ليس من بلدان الثروة ، بل ينضم الى مجموعة الـ 2.8% من البلدان الآخرى في العالم ، وفي هذا تعارض مع كل الأبواق الإعلامة التي تتغنى بثروات السودان وتنفس في وعي السودانيين رؤى كاذبة حول الامكانيات والمستقبل الواعد




ولعل الانجاز الوحيد الذي قد تحقق منذ قيام السودان هو أنه يملك عدد من الأثرياء يتفوق على دويلة قطر ، برغم التباين الشاذ بينهما ، بينما يتراجع مع أي منافسة مع المحيط التقليدي ، والذي بدأنا في مسيرة الكراهية معه منذ ثلاثة عقود ، والكل يتذكر يوم قيل بأن السودان لديه احتياطيات نفط كثيرة (والتي انعدمت سريعاً) وكم من النكات حول استقدام السعوديين للعمل في السودان 



لقد تم التغرير وتخدير الشعب السوداني من قبل الاستقلال ، وبرغم الدعاوي باتساع مجال الوعي فيه ، بشأن ثروات البلد وامكانيات المستقبل الاقتصادي ، ولعله يكون هناك متسع في الآلفية الثالثة لكي يفيق السودانيون من الغفلة الكيدية ويبدأوا مشوار التحضر الحقيقي والوعي الحقيقي لبناء البلد والولوج الى نادي المستقبل

وفيما بين الكورونا والتغير المناخي ، فان المستقبل يعد بتلاشي الكثيرين من البلدان والشعوب ، برغم دعاوي حقوق الانسان 

للاستزادة حول المستقبل الحالك العتمة
https://adilsud.blogspot.com/2021/02/blog-post_3.html

No comments:

Post a Comment