داخل الأسوار، كان الخبز يُقسّم بالفتات، والمرض يزحف بين المدافعين. لكن الحامية، بقيادة إرنست فون شتارهيمبرغ، صمدت بأسنانها، تعرف أن سقوط فيينا يعني فتح الطريق إلى قلب أوروبا.
وفي سبتمبر، ظهر الأمل على هيئة غبار يتصاعد من التلال. كان جيش الإغاثة بقيادة الملك البولندي يان سوبيسكي، الذي قطع مئات الكيلومترات في مسيرة خاطفة. مع فجر 12 سبتمبر، انقضت أكبر قوة فرسان مدرعين عرفتها أوروبا — الهوسار المجنّح — من أعلى التلال، في اندفاع واحد قلب الموازين.
المعركة انتهت بانهيار الصفوف العثمانية وتراجعهم. لقد كانت تلك نقطة تحول في تاريخ القارة؛ لحظة توقفت فيها حدود الإمبراطورية العثمانية عن التمدد غربًا، وبدأت رحلة التراجع.

No comments:
Post a Comment