Tuesday, February 26, 2019

ظاهرة تسقط بس





العزيز: شكرا على التواصل ، وعلى المقترح من الاستاذ أبوصالح

في اعتقادي أنه قد قفز من ظواهر المشكلة الى اقتراح الحلول ، وتغاضى عن مرحلة (بحثية) هامة لتأكيد وتحليل المشكلة قبل أن نشرع في للتوصل لحلول ابداعية

Quest, Realization, Authentication, Analysis, 
Innovation, Simulation, Execution, 
Audit, Enhancement, and Epistemic-Share

في تقديري : السودان يحتاج لحملة مصالحة مع النفس ومع الآخر ، من أجل تعرية ثم مناقشة الجذور الحقيقية للأزمة الكامنة منذ أمد بعيد ، منذ تناقضات مفاهيم المواطنة والحكم والحوكمة لدى الزبير والمهدي وحركة العمال وانتفاضات طلاب المؤتمر التأسيسي .. منذ دعاوي الخدمة المدنية وديمقراطية وستمنستر والشارع المثقف

مثل هذه المصالحة التي قد جنبت جنوب أفريقيا مخاطر الحرب الأهلية ، وجعلت ايرلندا الكاثولوكية ترتضي لاحقاً رئيس وزراء مخنث

تلك المصالحة الوطنية مطلوبة بشكل حرج لكي ندرك لماذا لم يثير فصل الجنوب أحاسيس الشماليين ، ولماذا يتغاضي الجميع عن التدهور الأخلاقي في البيت والشارع ، ولماذا فشل الـنصف مليون من حاملي شهادات البحوث (منذ الاستقلال) من تقويم الآداء العام والخاص ، ولماذا لا نتعلم من الدروس ونستأنس تكرارها ، ولماذا تثيرنا مسألة حلايب ونتغاضى عن مثلث الكفرة ، ولماذا يظل الزواج لدينا قائم على الأعراق والألوان ، ولماذا نحو نصف مجتمعنا يصفق ويساند الاسلاميين ، ولماذا نتغاضى عن الأقباط الذين كانوا رأس التطور الحضري ، ولماذا بدأنا نضع نصب أعيننا مقارنة الخليجيين كيف كانوا وكيف كنا ، ولماذا ، ولماذا ، ولماذا

الثورة لدينا مشروع انفعالي قصير المدي ولا يحفل بترسيخ أو تأكيد أية تغييرات ايجابية ، مادام منتسبيها قادرون على صياغة جمل بلاغية وشاعرية تدغدغ الأسماع والأفكار والمشاعر ، وصارت دورة تاريخية تتكرر دون ملل مثلما أشار الاستاذ أبوصالح

لعلى أدرك أن السباق الحالي يتمحور بين من له طول النفس: النظام (وليس البشير) أم المظاهرات (وليس المعارضة) في الشارع .. وتفيد دروس كثيرة بأن جعبة أية نظام لا تخلو من أدوات كثيرة تفتقدها دوماً المعارضة ، وهذه ليس دعوة للتخاذل ولكن أعمق باتجاه النضج الثوري والحركي والمعرفي

لعلي أتمنى أن تفرز الأحداث (ديزمند توتو) سودانياً ، يلتف حوله من هم قادرون على أن يكونوا أمثولة للتصالح والنضج والثبات ، يقومون بطرح كل شئ ونقاش كل شئ ، ولاحقاً سوف تبزغ الحلول تلقائياً للوصول الى ما يستحق الغبش والعوام ، قبل السادة والأفندية وصانعي الأحلام

No comments:

Post a Comment