الصورة أقتبستها من أحد الميلينيا ، أبن أختي ، والتي تعبر عنهم بكل الصدق
صديقي العزيز ،
محمد عباس ، كتب مرثاة في شاب جامعي فقد الأمل ، فانتحر
وفي الأمر مدعاة لمراجعة أشكاليات النفس والعقل والحياة
مع تجنب المفاهيم الدينية ، فان مصفوفة القيمة 24/12 تبدأ
بميلاد وتنتهي بالوفاة أو العدم
Value Matrix
Value Matrix
وما بين الميلاد والموت تكمن الخيارات العقلانية للانسان
، عبر متواليات التعلم والعمل والمشاركة والتوريث
أو كما تصنفها إدارة المشاريع فيما بين المبادرة
والاغلاق ، من تخطيط وتنفيذ وتقييم ودروس مستفادة
Between
Initiation and Closing; planning, executing, controlling and lessons learned
هكذا ، لدى كثير من المجتمعات يعد قرار الحد من الحياة
(أو الإغلاق المبكر للمشروع) اختيار موضوعي ، عندما لا توجد مؤشرات ايجابية للمواصلة
أو أن الهدف صار عقلياً وعملياً مستحيلاً ، وهكذا صار لديهم الانتحار مرضاً عقلياً
وليس نفسياً بالكلية
Mental Health Issue
Mental Health Issue
لماذا ؟ لأن لديهم لا يوجد
مشروع فاشل بالكلية ، قد يوجد خطب ما ، ولكن يمكن التدخل والتعديل والضبط للحفاظ
على القيمة
ولديهم كذلك ، فإن المرض العقلي
يستوجب المراجعة والمتابعة والتدخل العلاجي لتأمين أن لا تتجاوز
تناقضات الواقع
والتمنى والاحباط مقدرة العقل على التحكم والتقييم والاستدامة ، ومن ثمَ الإغلاق
هكذا ، تكون ايجابية المجتمع
ككل للحفاظ على أبناؤه ، أو مصادره وثرواته التي تكفل بقاؤه واستمراره ، وخسارة أيٍ
منهم تعد انتقاص من الفرص المتاحة للاستمرار والنمو والازدهار
ولدينا ، في العالم الذي يحبو
(أفضل من وصف المتخلف) ، فإن المجموع (وخاصة في الحضر) لم
يرقى لكي يكون مجتمعاً ،
وبرغم المأثورات والفولكلوريات والحكايات والتفاسير المغلوطة ، فكل أمرئٍ على نفسه
بصيراً
وقبل أن يتحد الأخوة على أبن
العم ، أو اتحادهم مع أبن العم على الغريب ، فان كل منهم يمارس شؤنه بخصوصية
وبعزلة ، وبخوف دفين من الحسد والعين والغيرة – هكذا يكون الأصل الفردانية وليس
الوحدة والاتحاد
أو لم تسقط كافة مشاريع التضامن
والآخاء والوحدة ، مالم تربطها مصالح سياسية واقتصادية تحركها
مجموعات الجشع من
الطفيليين والمنتفعين ، شاملاً المنظمات الطوعية التي تحرك أغلبها شبكات متداخلة
من الانتفاع – وعلى الأقل ظاهرياً ، الفوز برضا الخالق جلَ وعلىَ ، ومن ثمَ رضا
المغلوبين الذين تبني دراهمهم المعدودة وسواعدهم المتعبة ؛ ثروات المتسلطين
وعود على ذي بدء ، فان المفاهيم
الدينية توفر مستوعباً لتدهور النفوس والعقول عن مسايرة الضغوط الحياتية والتعامل
معها – وفي هذا قانون معرفي مكبوت بأن السماء ليس الأفق ، بل قدرات الانسان الضعيف
ولعل الاعترافات الكنسية
والصلوت الاسلامية والترانيم اليهودية ، فضلاً عن التأملات البوذية والمسامحة
السيخية والمشاركة الشنتوية والأدخنة الشمانية ورقصات الزار ؛ تمثل بديلاً
مستداماً وموثوقاً به لدى الغالب من العلاج الطبي العقلي والنفسي الحديث
هكذا يمكن فهم قرار الشاب اليافع
بأن ينهي مشروعه الطموح
لقد وقع في براثن جاهلية المجموع
(الجهل في تعبير السودان صفة للطفولة التي لا تدرك) ومراهقة
بنيوية إعلامية غير
مؤهلة لإدراك الصالح ولا الطالح ، وإنفلات من عقال مرجعيات دينية تم وصمها بالتخلف ،
وتكالب على افتراضات دنيوية ليس لها خطط أو مؤهلات أو قياد
للأسف ؛ على ذات الطريق يركض
الكثيرين ، وغالبهم لن ينتهي بالانتحار ، بل بالامبالاة والمخدرات والرقص بأنواعه
نسأل للفقيد الرحمة ولرفاقه
الهدى والسكينة
No comments:
Post a Comment