Saturday, May 1, 2021

حول المجتمع المدني


 هذا مقالي من حوار أسفيري مع أستاذي الفاضل ، د. يحي عبدالله ، متعه المولى تعالى بالصحة والعافية


قلة فقط هم الذين يبتكرون ويغيرون طريقة العيش ؛ التي اعتادوا عليها ، ومع ذلك ، فإن هؤلاء لديهم آلياتهم وديناميكياتهم الخاصة للعمل وتقديم الأدوار التي يتم محاسبتهم عليه ، ما لم يتم رفع مستوى العلوم والممارسات الاجتماعية والسياسية ، فلا يمكن تحقيق أي تغيير عمليًا

هذه فضيلة الذكاء الجماعي الذي أصبح يقسم العالم
Collective 
Intelligence

الناس أو العوام لا يمكنهم سوى الأحساس أو التذمر أو الفرح ، ولكن التطور والتغيير تتطلب قيادة وإدارة قائمة على الوعي والرؤية ، وبطبيعة الحال ، فهناك قلة قليلة يمكنها القيام بهذا الدور
والأشكالية الحالية ثنائية ، فمن جانب لا يوجد الكثيرين ممن يمكنهم فعلاً القيادة والتوجية ، ومن آخر تنتشر السوشيالميديا العمياء والتي تستقطب الناس بالتشكيك في كل الأشياء والأفكار والناس .. على الرغم من أن العُرف يقضي بأنه لا كامل في الحياة

 أنا لا أعني القيادة السياسية ولكن القيادة المدنية ، التي تقود المجتمع المدني وتصحح المقولات والقواعد المهنية والسلوكية ، ومن ثمَ تكون الحركة المجتمعية شاملة وتقدم الى على القيادة السياسية بدائل للتغيير مع البرهنة العلمية والعملية على ذلك
هى بالتأكيد ما تقومون به من محاولة لبث الوعي ، ولكن الأمر يتطلب الكثيرين من الأفراد للتعاون لتحقيق ذلك
ويبدأ الأمر بالتجمعات المهنية التي للأسف تستقطبها السياسة وليس ترقية الممارسة وخدمة المجتمع ، ويجب وضع حد من وجود مهنيين بلا كفاءة حقيقية ، وممارسات مهنية بلا مواثيق للشرف والحوكمة ، ومبادلات وتعاملات تقوم على المنفعة الشخصية ودون أي وازع أخلاقي

لعل النظرية الميكيافيلية لها ما يبررها وقد برهنت ذلك في عديد من البلدان ، بما فيها رموز الديمقراطية الحالية ، ولكن لكل زمان حيثياته وأدواته ورجاله كذلك
ولعلي أخطأت التعبير فيما أعلاه ، فالقيادة السياسية المقصودة هى الطبقة السياسية ، بسلطتها وأحزابها وغالبتها ومعارضتها ونشطاؤها ، فكل السياسييون يجتمعون على مبادئ وأهداف واحدة للممارسة السياسية وهي الحصول والتمسك بالسلطة

وتنقل السلطة بين حزب وأخر لا تعني بالضرورة الأصلاح الشامل بل فقط تلبية رغبات آنية وحيثيات طارئة ، ولا توجد استراتيجيات متناقضة بين أوباما وترامب في أميريكا ، أو بين المحافظين والعمال في بريطانيا ، أو بين حركة النجوم والحزب الديمقراطي في ايطاليا ، وهكذا

ولعل الفصل بين العمل السياسي والعمل المدني كان هدفه ألا تدير السياسة قوانين البناء مثلاً ، بل فقط تتدخل في سياسات إدارة الأراضي فحسب .. لذا ، التغيير الحقيقي يبدأ بنضج العمل المدني ونموه ، وللأسف أن أفكار المجتمع المدني غير أصيلة أو مفهومة في عالمنا المحيط

وليس المقصد من كل ما جاء أعلاه بلداً معيناً أو نظاماً محدداً ، بل كافة بلدان النطق بالعربية ، والآخرون ممن يكاد أن يرحل عنهم قطار التحضر والمدنية ، والتي في حقيقتها ليست أبراج سكنية بل أساسات معرفية


No comments:

Post a Comment