Monday, May 3, 2021

الوحدة أو التحالف



في تلك الكلمات تبرز نظرية سياسية غالباً ما يهجرها القراء والباحثين والمتنفذين ، لأنها تتناقض مع النظريات الاجتماعية السياسية الحديثة التي تسود الرأي العام .. ولكن في حقيقة الأمر ، هي نظرية سائدة في العلاقات الدولية ، في كلا من التحالف أو التحارب
يمكن قراءتها في العلاقات بين الهند والباكستان والبنجلاديش ، وفي العلاقات في وسط أسيا ، وفي شبه الجزيرة العربية وفي حوض النيجر وفي جنوب أفريقيا وفي أمريكا  الجنوبية ، وكذلك بين اللايات المتحدة وكندا والمكسيك ، وهكذا

أن نكون معاً أو يجبر الأقوى الأضعف على الوحدة أو التحالف

وبالتأكيد ، لا أحد يقبل ويعترف بأنه الأضعف ، ولم يعد الجبروت السياسي الاقتصادي يُمارس علانية ، بل من قنوات خلفية واتفاقات غير معلنة ، وفي السياسة الدولية تقود المصالح الأفعال ، وتتجاوز مشاعر المواطنين البسطاء

بعد 200 سنة من فتح السودان أمام الحكم التركي الذي ورثه الحكم العلوي ثم المصري ، فهناك ضرورة بين الأشقاء للمصارحة وللمصالحة على طريقة ديزمند توتو ، ثم ارساء معايير وأطر استراتيجية للقاء الذي لا يمكن فصمه ولا قطعه

أدري أنها دعوة لن تجد إصغاء أو تفهم واقعي وعادل ونزيه


تلك كانت كلمات الامير عمر طوسون الذى لخص هدف اسره محمد على باشا من دخول جنوب الوادي سنه ١٨٢٠ عندما قال
((( إن لم نحكم السودان فليحكمنا السودان )))
و الذى أكدها المؤرخ الياس الايوبي فى كتابه ((( تاريخ مصر فى عهد اسماعيل ))) فى صفحه ٤٥ من مقدمه هذا الكتاب
عندما قال أن أهم ما نتج عن فتره حكم اسماعيل باشا أنه ((( فتح أذهان المصريين على أن مصر و السودان قطران توأمان ابوهما النيل فإما أن يكونا ملتصقين كما ولدا، وإما أن يكونا متحالفين أبدا ، و الا فللقوى منهما أن يجبر الثانى على إحدى هاتين الحالتين )))
وعلى أرض الواقع الذى يصفع كل المشككين من وحده وادي النيل عن طريق لغه الارقام التى تقول إن
هناك ٤ ملايين سوداني من شمال وجنوب السودان (( رسمياً )) يعيشون فى مصر بكل الحب و بدون اى حساسيه من المصريين و هناك ضعف هذا الرقم ممن تمصروا ممن جاء اجداد أجدادهم من كل السودان شمالاً و جنوباً و استوطنوا مصر و حملوا جنسيتها و خدموا فى حكومتها و جيشها و منهم من وصل الى رتبه اللواء و الفريق.
غير عشرات الآلاف ممن يزورون مصر سنويا من أجل العلاج والتجارة و السياحة.
و هناك عشرات الآلاف من الزيجات المختلطة بين شمال وجنوب الوادي.
غير التجاره بين كلا البلدين التى تقدر بالمليارات سواء على المستوى الرسمي المعلن و المستوى غير الرسمي و غير المعلن.
غير آلاف الطلبه من كلا البلدين ممن يتعلمون فى البلد الآخر.

1 comment: