الحرافيش

للحرافيش أسماء متعددة وفق اللهجات واللغات والبلدان ، وتكاد لا يخلو منهم أي مكان 
ويتميزون عن الروما أو الغجر ، بأن نساؤهم وأطفالهم لا يشاركونهم صنعتهم ، بل أغلبهم غير متزوج وبدون عوائل

ولقد شوه الأدب العربي المعاصر سيرتهم ، ليس بمعنى حسن عملهم ، ولكن باعتبارهم جزء من المنظومة الاجتماعية ، فضلاٌ عن التداخل بين الحرافيش والفتوة

حارة الحرافيش

الحرافيش جمع حرفوش وهو الجافى الغليظ المتهيئ للشر والسافل من الناس ومن معانيها الفقراء والمتشردون والمتسولون وهؤلاء ادنى مراتب العامه ممن لاعمل ثابت لهم أو انخرطوا فى مناسر الحرامية وقد غلب على هؤلاء حدة الطباع

وعن ذلك يذكر السخاوى فى التبر المسبوك فى ذيل السلوك فى حوادث شهر رجب عام 851 هـ (وفيه قام رجل من الحرافيش يستعطى فى جامع الحاكم قبل ظهور الخطيب وارتفعت الأصوات تقبح صنعه فلم يسكت ذلك الفقير ولما تمت الصلاة أخذ السائل فى هيئة منكرة )

وكثيرا ماكان يقع هؤلاء الحرافيش فريسة للطواعين واحداث الغلاء وعن ذلك يذكر ابن اياس الحنفى فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( وفى عام 661 هـ وقع الغلاء بالديار المصرية وشح النيل وعدم الأقوات فأمر السلطان الظاهر بيبرس بجمع الحرافيش كلهم فكانوا نحو الفين وخمسمائة انسان ففرقهم على الأمراء وأخذ لنفسه منهم جانبا وأضاف لولده الملك السعيد جانبا وأمر لهم برطل خبز ورطل لحم فى كل يوم )

يذكر آن وولف فى " كم تبعد القاهرة " وكان هناك سلطان للحرافيش وكان بوصفه " ضامن للحرافيش "اى كبيرهم وممثلهم ان يتفاوض مع السلطان

وعن ذلك يذكر المقريزى فى السلوك لمعرفة دول الملوك فى حوادث شهر شوال عام 841 هـ وفيه فرق السلطان الأشرف برسباى مالا فى الفقراء فتكاثروا على متولى تفرقة ذلك المال حتى سقط عن فرسه فغضب السلطان من ذلك وطلب سلطان الحرافيش وألزمه بمنع الحرافيش من السؤال فى الطرقات وألزمهم بالتكسب وأن من شحذ منهم يقبض عليه فامتنعوا من الشحاذة وخلت الطرق منهم ) وعد ذلك -والحديث لأبن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة - من حسن نظر الملك الأشرف برسباى

فأن اغلب هؤلاء قوى سوى صاحب صنعة فى يده فيتركها ويشارك ذوى العاهات الذين لاكسب لهم الا السؤال ولولا ذلك لماتوا جوعا

ويهون حديثنا عن الحرافيش محمد بن على الفالاتى المعروف بالحرفوش والذى استقر فى مشيخة الحرافيش عام 855 هـ فكان كثيرا ما ينشد نحن الحرافيش لانلهو عن الدور ولانرائى ولا نشهد بقول الزور نقنع بكسرة وخرقة فى مسند مهجور من ذا الفعال فعاله ذنبه مغفور

تتفرع حارة الحرافيش من شارع سكة المحجر بالقلعة

ابوالعلا خليل