أن مصر ، أو كما أسميها أمريكا الشرق ، لا يمكن قراءتها بدون الولوج لمجمل تاريخها المدني والجيوبولتكس والثقافة الطبقية فيها
ولعل بدايات القرن العشرين التي ركز عليها النابه نجيب محفوظ ، وغيره ، كانت بداية الاستقطاب العقائدي للشارع المصري وعوامها ، ممن كانوا دوماً بمناى عن الطبقات السياسية والنخبوية فيها
وهذا هو سر حيوية البلد برغم دموية التسابق على حكمه ، وهذه الحيوية هي التي جعلتها مركز ومصدر كافة الأمواج بين متحدثي الضاد ، على الأقل ، وما يحدث في المحروسة يتكرر مع الزمن بين كل من حولها .. وفي هذا ليس مجرد فهم ديناميات مجتمع مصب النيل ، بل فهم أعاليه والشام والحجاز كذلك
كما أن غالب المهاجرين الى أمريكا "يتأمرّكون" بلا إرادة منهم .. دوماً كان كل المهاجرين الى مصر كانوا "يتمصّرون" دون إرادة منهم
الفارق أنهم في أمريكا لا يزالون يحتفلون بانتماءاتهم السابقة عبر أجيالهم ، ولكن في مصر تندثر وتختفي كافة انتماءاتهم العرقية والثقافية خلال شيخوخة الجيل الأول
ليست فقط اللغة ، فلقد وفد الى مصر خلال القرون السبعة الماضية الكثيرين ممن لا يتحدثون العربية ومنهم من لم يكن مسلماً ، مثل الترك والمغول والشراكسة والفرس والرومان واليونان وسودان جنوب الصحراء .. هي سر كبير في انثروبوجيا المنطقة ، والكثير منها يعصى على التحليل والفهم الدقيق حتى على ابنائها
يعتبر النابه الجغرافي الذي لم يمهله الموساد كثيراً ، د. جمال حمدان ، أن سر مصر يكمن في عبقرية موقعها .. وليس هذا اختيار أهلها ، بل قدرها المكانّي ..!
ولعل تحليلات سيد عويس وجمال حمدان وسعاد ماهر تنتهي الى هذه النتيجة المبهمة .. كأنها أحد أسرار هجرة (75) من الأجيال العشر الأولى (126) للسادة آل البيت إليها ..!!
No comments:
Post a Comment