كتاب : بناء الدولة النظام العالمي ومشكلة الحكم والإدارة في القرن ال21
تاليف : فرانسيس فوكوياما
الناشر: مكتبة العبيكان
تاريخ النشر : الطبعة الاولى العربية 2007م
State Building: Governance and World Order in the Twenty-First Century
(Francis Fukuyama)
2004
الفكرة الأساسية
هذا الكتاب يركّز على بناء الدولة كشرط ضروري للاستقرار العالمي في عصر العولمة، وهو استكمالٌ وامتداد لأفكار فوكوياما بعد كتابه الشهير نهاية التاريخ واخر البشر
يناقش المؤلف:
لماذا تفشل الدول أحيانًا في أداء وظائفها الأساسية.
كيف يرتبط ضعف الدولة بالفوضى والإرهاب والهجرة غير النظامية.
كيف يجب أن تتدخّل الدول القوية (أو المجتمع الدولي) لبناء المؤسسات والحوكمة الرشيدة في الدول الضعيفة.
باختصار: الدولة الضعيفة هي أكبر تهديد للنظام الدولي في القرن الحادي والعشرين.
المحاور الأساسية
يوضح فوكوياما أن الدولة ليست مجرد حكومة، بل:
جهاز يحتكر القوة الشرعية داخل حدود محددة.
يؤدي وظائف أساسية: الأمن، القانون، الخدمات العامة، تحصيل الضرائب.
لذلك بناء الدولة (State Building) يعني تأسيس مؤسسات فعّالة وليس مجرد تغيير الحكام.
يناقش لماذا تفشل الدول:
الافتقار للقدرات الإدارية والحوكمة.
الفساد المستشري.
صعوبة فرض القانون على كامل الإقليم.
الاعتماد المزمن على المساعدات الخارجية.
في رأيه، الدول الفاشلة بيئات خصبة للإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
يستعرض تجارب التدخل الدولي (أفغانستان، العراق، البلقان)، ويحذر:
التدخل ضروري أحيانًا، لكن بدون بناء مؤسسات محلية مستقلة يفشل بسرعة.
التحدي الأكبر هو تحقيق شرعية داخلية لا فرض نماذج مستوردة.
يشدد على التوازن بين:
بناء قدرات الدولة.
احترام السيادة الوطنية.
ينتقد فوكوياما الإفراط في خصخصة الخدمات الحكومية في الثمانينيات والتسعينيات:
الخصخصة قللت قدرة الدولة على تنظيم الاقتصاد وضمان العدالة الاجتماعية.
العولمة زادت التحديات أمام الحكومات الضعيفة في فرض سيادة القانون.
يرى أن السوق لا يعوّض المؤسسات السياسية القوية.
يوضح أن بناء الدولة يتطلب:
توازنًا بين قدرة الدولة على الفعل (Capacity) وشرعية حكمها (Legitimacy).
القدرة وحدها قد تؤدي إلى الاستبداد، والشرعية وحدها بدون قدرة تؤدي إلى الفوضى.
يرى فوكوياما أن القرن الحادي والعشرين سيشهد صراعات لا بين الدول القوية بل بسبب انهيار الدول الضعيفة:
الهجرة الجماعية.
الملاذات الآمنة للإرهاب.
النزاعات الأهلية المزمنة.
لذلك بناء الدول الفعّالة هو مهمة استراتيجية عالمية.
الاستقبال النقدي
الإيجابي:
أشيد بالكتاب كتحليل رصين لمشاكل الحكم والفشل المؤسساتي.
وصفه البعض بأنه تطوير ناضج لأفكار فوكوياما بعد "نهاية التاريخ".
✘ السلبي:
انتُقد لقلة تقديم وصفات عملية واضحة للتطبيق.
اعتُبر أحيانًا تبسيطيًا في افتراض قدرة الخارج على بناء المؤسسات بسرعة.
مغزى الكتاب
العالم يحتاج إلى مقاربة جديدة تعترف بأن الأمن والاستقرار يعتمدان أولًا على الدول القوية والفعّالة محليًا، لا مجرد التدخل العسكري أو نشر الديمقراطية بشعارات عامة
خلاصة نهائية
بناء الدولة هو دراسة معمقة:
تشرح لماذا الدولة القوية ضرورة وليست خيارًا.
تنبّه لمخاطر الفشل الوظيفي على النظام العالمي.
تدعو لموازنة بين بناء المؤسسات واحترام المجتمعات المحلية.

No comments:
Post a Comment