لقد استشرى استخدام التطبيقات الحديثة في تعمد تشويه واختلاق الحقائق ، مما جعل العقل الجمعي في حالة اضطراب مستمر ، ولذا ، فلقد فقد الجميع مصداقيتهم ، ولم يعد هناك أية ضوابط في الاعلام أو النشر أو الدعوة ، فالغالبية صارت باطلة ، والكل صار مترقباً للتكذيب والتشوية والبطلان .. ليس في هذا هدر للامكانية ، ولكن للكينونة
فكل الحقائق ضائعة ، وكل الدعاوي باطلة ، وكل البشر عملاء
ليست هناك أمة تغالي في استخدام تطبيقات التواصل الحديثة في تشويه وإدعاء ، المعلومات مثلما يفعل ابناء الضاد
لدى الآخرون سقف للعبث الاعلامي ، إن لم يكن محفوظاً قانوناً ، فعل الأقل هناك وازع أخلاقي بين الناس للحفاظ على الهوية من التخبط والتشرذم والاضطراب ، ما لم تحركه انتخابات أو دعايات لأفلام وبرامج تليفيزيونية
ولكن
أمة أقرأ التي لم تقرأ .. ولا تقرأ .. ولن تقرأب
من صاروا عبدة للعروش والكروش والقروش والرموش
ولله الأمر من قبل ومن بعد
لذا ، فالهجرة صارت فرض عين لمن لا يزال يقرأ ويعي
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
لعلي أتفق مع المتأسلمين في رفض الحدود القومية
لقد نهض سائر العالم عندما كان بامكان ذوي العلم والرأي من الترحال والاقامة في أي مكان دون قيود على الهوية والجنسية والديانة
ولعل الأمر آت في المستقبل مع التطبيقات الموحدة لبطاقات الهوية وجوازات السفر وقواعد بيانات المواطنين وسجلات السياسيين والارهابيين والمجرمين ، وتبادل امتيازات الدخول والاقامة (مثال 45 دولة لا يمنع منتسبيها من الدخول إلى أية دولة في العالم) وتيسير اجراءات الملكية العقارية (فلا أحد سوف يحمل بيته ويرحل) غير أن كلاً من تصاريح العمل والزواج لا يزالان من الضرورات الأمنية ، أو ان شئت سميتها شوفينية فاشستية
التعميم ليس مني ، ولكن من واقع الممارسة الفعلية ، حيث يتبارى الكثيرون بتزييف الحقائق باستخدام الفوتوشوب وفنون التعبير ، فصار الكل مرشح للبطلان ، بغض النظر عن المحتوى والكينونة والبنيوية
بالتأكيد غالب البشر يتبعون الظن أو زيف الأحاديث والأفكار ، ولكن لدي المجتمعات صمامات للأمان تعمل على وجود وابتكار قواعد للممارسة والمشاركة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتعطيل وفضح أي ممارسة غير نزيهة من جانب ، والتنسيق بين الاعلام الجمعي وعقد الأمة من أخر ، مما يساعد الناس على ادراك الحقائق واتخاذ قراراتهم التفضيلية على أسس من الحقيقة وليس الخيال والظن والعبثية الناتجة عن التشوية والتزييف
وبعيداً عن معنى ومضمون وممارسة الديموقراطية من عدمها ، فمآل التاريخ ليس الى التوحيد أو الوحدانية أو الوحدة.. بل لعلنا عدنا وباتت الآمة تلد ربتها
No comments:
Post a Comment