لا يختلف إثنان من أبناء العربية على أن رمضان في مصر له مذاق متميز وخاص ، خليط من الدنيا والدين ، لا تجده في أي مكان آخر .. ولذا أصبحت عادة الكثيرين أن يشدوا الرحال الى مصر لكي يستمتعوا بالعبق الرمضاني المصري .. ويكاد يتساوى في هذا من يبحث عن الروحانيات ومن يبحث عن الدنيويات .. ولقد وجدت المقال أدناة للعالمة المصرية الشهيرة ، حيث تلقي الضوء عن أصل طقوس رمضان المصري
ويجب الاشارة الى أن المرق والحلق قد أخذ الكثير من الشعوب والثقافات والفلكولوريات التي قد وردت على مصر ، وكذلك تبادل المصريون مع الآخرين الكثير من الطقوس والمفردات ، ولعل التزايد الكثيف للترفيه في رمضان بالمسلسلات الاذاعية والتليفزيونية والحفلات العامة والمقاهي والمهرجانات قد جعلها طقوس رمضانية بامتياز في سائر أنحاء العوالم العربية والاسلامية ، والتي قد بدأت في الاذاعة المصرية في منتصف القرن العشرين ، والتي يتشارك فيها سائر العباد من أهل الدنيا وأهل الآخرة
المرق والحلق والخرق
تقسم الجدة شهر رمضان أقساماً ثلاثة.. :
(عشرة مرق)
(عشرة حلق)
(عشرة خرق)
والناس في الأيام الأولى حيث يجمع رمضان الأهل والأحباب على موائده العامرة بالخيرات… ووصفت العشر الأوائل بالمرق كناية على كثرة الذبائح، فعشرة المرق عشرة الولائم وصلة الرحم وتجمع الأهل على موائد الإفطار،
وعشرة الحلق حيث يبدأ الاستعداد في البيوت المصرية بصناعة كعك وبسكويت العيد،
وعشرة الخرق مع اقتراب العيد تذهب الآسر لشراء ملابس العيد الجديدة لأطفالهم.
وهذا التقسيم يقترب من تقسيم ديني آخر كثيرا ما يتردد على لسان العامة على أنه حديث شريف رغم تأكيد علماء الحديث على عدم صحته وهو: "شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار" فهو ذات التقسيم العشري للشهر الذي نجده في المثل السابق.
وفي رمضان يعتنون بالطعام تحية وحفاوة برمضان حتى إذا ألفوا المواعيد الجديدة وأصبحت عادية. بدأ الناس يعدون العدة للكعك، فإذا فرغوا منه في أواخر الثلث الثاني من رمضان. بدأوا يعدون العدة للعيد فيشترون الملابس الجديدة لأولاد الأسرة وهذا معنى:
(عشرة مرق)
و(عشرة حلق)
و(عشرة خرق) ، أي قماش وملابس. جديدة
لقد اعتنقت مصر الإسلام ولكنها فيه تمارس عاداتها القديمة حتى ولو لم يدر بعض الناس
فعشرة المرق. : تذكرني بحاملات القرابين من خير الأرض الطيبة الذي تحسر عليه اليهود بعد الخروج فقالوا كما جاء في القرآن الكريم (لن نصبر على طعام واحد فادع ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)
~~~~~~~
صفحة من كتاب
د.(نعمات أحمد فؤاد)
(القاهرة في حياتي)
(الهيئة المصرية العامة للكتاب) (1986، ص 107)
No comments:
Post a Comment