Thursday, June 10, 2021

عصر المماليك


 إعادة لمنشور في 2013
 
 مصر في عصر المماليك ، خلال 300 عام تداول الحكم 301 سلطان ، واختلطت دماء الفرق والأنساب والألسنة ، مصر باستمرار على موعد مع محمد على جديد ، فأفهم

المماليك وليس محمد على باشا ، هم من صنعوا مصر الحديثة ، من خلطوا وافرزوا الهوية ، من ابتكروا العامية الشهيرة ، من تركوا البصمات على التاريخ الحضري والعمراني ، من جعلوا مصر قبلة للحجاج والمستشرقين والتجار والنوَر ، من حاربوا الهند وابتكروا مسبة: أنت هندي؟! ، من جلبوا العبيد الترك والفرس والسود ، من ابتكروا طبقة وثقافة الفتوات ، من جعلوا مصر تؤمن بالولاء للعسكر فقط ، من جعلوا القاهرة هى جل مصر وما عداها لا شئ ، من نشروا مصطلح وثقافة الفهلوة ، من جعلوا مصر مقام الرقص الشرقي ، من أقاموا الأضرحة لأولياء الله الصالحون ، من جعلوا مصر بوتقة ثقافية لا يدركها أهلها

ثم جاء محمد على باشا وخلفاؤه ، على أكتاف البيادة التركية ، ليستبدل العمائم بالطرابيش ، والجلباب بالسراويل ، والعلماء بالدراويش ، والحرائر بالحريم ، وأرسل مبعوثيه إلى الحجاز وأعالي النيل والبلقان والمكسيك ، ورسخ ثقافة الباب العالي والأوقاف والشقراوات والهجانة ، فكتبت القاهرة قوانينها بالفرنسية ودرست الطب بالانجليزية ونطق سفراؤها بالتركية ، وتوارث أمن دولتها فصيل متوالد من عسكر الداخلية ، وصار المصري الفصيح راقصاً مشعوذاً من القهر والكبت والتيه والألم .. ولا عجب





No comments:

Post a Comment