إعادة لمنشور في 2013
مصر في عصر المماليك ، خلال 300 عام تداول الحكم 301 سلطان ، واختلطت دماء
الفرق والأنساب والألسنة ، مصر باستمرار على موعد مع محمد على جديد ، فأفهم
المماليك وليس محمد على باشا ، هم من صنعوا مصر الحديثة ، من خلطوا وافرزوا
الهوية ، من ابتكروا العامية الشهيرة ، من تركوا البصمات على التاريخ الحضري
والعمراني ، من جعلوا مصر قبلة للحجاج والمستشرقين والتجار والنوَر ، من حاربوا
الهند وابتكروا مسبة: أنت هندي؟! ، من جلبوا العبيد الترك والفرس والسود ، من
ابتكروا طبقة وثقافة الفتوات ، من جعلوا مصر تؤمن بالولاء للعسكر فقط ، من جعلوا
القاهرة هى جل مصر وما عداها لا شئ ، من نشروا مصطلح وثقافة الفهلوة ، من جعلوا
مصر مقام الرقص الشرقي ، من أقاموا الأضرحة لأولياء الله الصالحون ، من جعلوا مصر
بوتقة ثقافية لا يدركها أهلها
ثم جاء محمد على باشا وخلفاؤه ، على أكتاف البيادة التركية ، ليستبدل
العمائم بالطرابيش ، والجلباب بالسراويل ، والعلماء بالدراويش ، والحرائر بالحريم
، وأرسل مبعوثيه إلى الحجاز وأعالي النيل والبلقان والمكسيك ، ورسخ ثقافة الباب
العالي والأوقاف والشقراوات والهجانة ، فكتبت القاهرة قوانينها بالفرنسية ودرست
الطب بالانجليزية ونطق سفراؤها بالتركية ، وتوارث أمن دولتها فصيل متوالد من عسكر
الداخلية ، وصار المصري الفصيح راقصاً مشعوذاً من القهر والكبت والتيه والألم ..
ولا عجب
No comments:
Post a Comment