لا أدري أحقيقةً فستانها شفاف ، أم الأمر فوتوشوب
كتب صديقي معترضاً على نشر صورة جثمان مكشوف الوجه لفنان سوداني شاب قد وافته المنية اثر علة لم تمهله طويلاً ، فمثل هذه الصورة تمثل انتهاكاً صريحاً للأعراف والقيم التي قامت عليها مجتمعاتنا منذ القدم ، حرمة الموتى تتصدر قائمة من المحرمات التي يجب التعامل معها ، أو هكذا كانت مجتمعاتنا
لعلي أحمد صديقي في محاولته ايقاظ النائم من القيم الاجتماعية ، وانتشال الغارق منها في سبات الفوضي ، غير أنني لا أملك حبس التعليق على مسلسل ظواهر استفزازية تجتاح المجتمعات في السودان والعرب والعالم الثالث: أجيال الألفية الثالثة
لعل جيل الألفية 1995 الى 2005 قد استلم عهدة قلقة من سابقيه ، أجيال أكس و واي ، الأول من مواليد 1965 الى 1980 والثاني من مواليد 1980 الى 1995
حيث عاصر أكس سقوط النظم والمفاهيم وانتفاضات الشباب من أجل التغيير ، بينما واي قد شهد مفردات في فلسفات التقنية التي أثمرت بدورها تطبيقات متسارعة للحاسوب والاتصالات والعمليات ، هكذا كان توقيع جيل بأن ( كل شئ ممكن) ، وصار توقيع الآخر بأن (لا مستحيل تحت الشمس) ، ومن ثمَ فلا عجب أن يقرأ علماء الاجتماع تدهور المفاهيم الاجتماعية لدى جيل الآلفية ، مقرونة بنسبة إلحاد متزايدة ، على الأقل في المجتمعات الغربية
حيث عاصر أكس سقوط النظم والمفاهيم وانتفاضات الشباب من أجل التغيير ، بينما واي قد شهد مفردات في فلسفات التقنية التي أثمرت بدورها تطبيقات متسارعة للحاسوب والاتصالات والعمليات ، هكذا كان توقيع جيل بأن ( كل شئ ممكن) ، وصار توقيع الآخر بأن (لا مستحيل تحت الشمس) ، ومن ثمَ فلا عجب أن يقرأ علماء الاجتماع تدهور المفاهيم الاجتماعية لدى جيل الآلفية ، مقرونة بنسبة إلحاد متزايدة ، على الأقل في المجتمعات الغربية
هكذا ، عرف ناطقوا العربية صور وجوه وأجساد الشهداء من ضحايا انتفاضة القدس الأولى ، ثم صور الضجة الاعلامية (العالمية) لضحايا غزة ، ثم رويداً رويداً صور شهداء (الربيع العربي) مضرجين في دمائهم في مصراته وبيروت وصنعاء ، وأخيراً الصور المفبركة باستخدام الفوتوشوب لكل من الضحايا والجلادون في سورية ومصر والسودان ، والمتابع لهذ القراءة الفوتوغرافية عبر السنوات الخمسون الأخيرة يستطيع ادراك التغيير في المزاج الثقافي والقيمي العربي والمسلم ، الذي بدأ بالجدل حول تجسيد حمزة رضي الله عنه في فيلم الرسالة ، وانتهى مؤخراً بالتجسيد الدرامي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
هكذا ، صار كل شئ ممكناً بلا قيود
برغم حمد الأعداد المتزايدة من دارسي الحاسوب (سواء بالرغبة أم بالمجموع) فلقد تميز أبناء العروبة بتطوير (فبركة) ابتكار وتشويه الحقائق على صفحات المنتديات الاجتماعية الأثيرية ، دون وجود أعراف أخلاقية أو ثقافية تصنع أفقاً عملياً لا يجدر تجاوزه ، فالتسابق على أشده من أجل لي أعناق الحقائق ، والتفاخر على أشده بحجم الزيف الذي يمكن ابتكاره ، والمتابع قد لا يجد مثيلاً لدي الآخرين إلا وهناك تنويهاً بأنه غير حقيقي ، حيث صنعت قوانينهم ومؤسساتهم المتطورة حائلاً دون تزييف الوعي العام ، لذا صار من الصعب الاقرار بمصداقية أية وثيقة ، حيث طال التزييف صور ومقولات الزعماء والحكماء واللصوص والقوادين على حد سواء
هكذا ، لم يعد هناك مستحيلاً على الأرض العربية والمسلمة
بين الجيوش الالكترونية (الرسمية والمناهضة لها) في الخرطوم والرباط والقاهرة واسطنبول وعمان وفيالق الدرك والأمن العام في سائر المدن والعواصم العربية والاسلامية ، صراع للسيطرة على وعي الشعوب ، وعلى الأخص طبقاتها المسحوقة بين الدولار والدينار ، وبينما يفتقد النظام المدني العربي والمسلم أية أطر للحوكمة والمحاسبة ، فلا مناص من تدهور كل من الوعي والثقافة الشعبية ، وبالتالي يستشري التأكل والصدأ في سائر مكونات الأمة ، حيث تقلصت منظومة القيم إلى خدمة العروش والكروش والقروش والرموش ، ويتساوي في ذلك النظم الحاكمة والمعارضة والمتعاونة والمستفيدة ، على حد سواء
والله المستعان
صدقت ، وهذه الآفة بدأت تستشرى فى السودان وللأسف الشديد مصدرها الجامعات ن اعلى منارات العلم عندنا او هكذا يجب ان تكون ، اعجبنى جدا جدا امساكك بأهدافهم المكشوفة فى عملية السيطرة على وعى الشعوب
ReplyDeleteتحياتى وتقديرى واحترامى
صدقت في القول بأن الأمر بدأ داخل الجامعات وينتشر من خلالها ، الطلاب من جيل الألفية يمارسون لعبة خطرة دون رقيب أو حسيب ، واذا ما تعرضوا للانتقاد ، عاونهم جيل واي في الدفاع عن حقوق الانسان والحريات الشخصية والمساواة اللاعقلانية ، هذا النمط المتكرر صار التيار الاعلامي السائد ، يفترس الأرواح والعقول والتاريخ كذلك
ReplyDeleteاعتقد هذي الصورة حقيقية لكن اتمنى ماتكون بمصر ربما بتركيا وهناك الكثير من صور الغريبة للحجاب مع التعري في اندنوسيا وماليزيا نسأل الله السلامه والستر
ReplyDelete